نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 107
ممتنع، فلا بدّ ممّن[1]
يفيدها المقدار و الشّكل و الهيئة؛ و لا يكون جرما، و إلّا عاد الكلام إليه،
فتعيّن أن يكون المفيد خارجا عن الأجسام.
(13) و الأجسام متعدّدة
فتحتاج إلى مخصّصات لها[2]، و لو
اقتضتها ماهيّة الجرميّة لاتّفقت. فلا بدّ فيها أيضا من مفيد ليس بجسم و لا
جسمانيّ؛ و هذا يدلّك على وجود الصّانع[3].
(14) و الحركات مختلفة
بالجهات. و الجهات مختلفة، و لها وجود، إذ لا تقع الحركة و الإشارة إلى العدم، و
لا يتصوّر أن يكون ما منه الجهة منقسما؛ إذ لو انقسم لوقعت الإشارة و الحركة في
العدم، و هو محال؛ فمحدّد الجهة ليس من جسمين فصاعدا، و إلّا يمكن[4] ايتلافهما[5] و
انقسامها، فينقسم ما منه[6] الجهة و هو
محال. و ليس المحدّد بجرم واحد قاصر على طرف، فإنّه لا يتحدّد[7] به إلّا طرف واحد، و
كلّ امتداد له طرفان. و لا تختلف الجهات بجسم[8] واحد متشابه[9] الأجزاء،
إذ لا أولويّة لعلوية بعض[10] و سفليّة
الأخرى[11]. فينبغي أن
يكون بجرم واحد، لا من حيث هو واحد، بل يكون محيطا يحدّد القرب منه بالمحيط و
البعد بالمركز. و المحدّد[12] لا تنخرق
أجزاؤه، لما قلنا، فلا يتحرّك[13] على
الاستقامة و لا ينمو[14]؛ و إلّا
يلزم[15] أن تكون
وراءه جهة فلا يكون هو المحدّد[16]، و هو
محال؛ فهو يتحرّك على الوسط.
و ما يتحرّك على
الاستقامة إن كان[17] بخصوصيّة[18] تقتضي
الحركة عن الوسط فتلزمه الحرارة؛ أو إلى الوسط فتلزمه البرودة؛ و الذي يقبل
الانقسام و التّشكل و تركه بسهولة فهو
نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 107