نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 106
(10) و الجسم لا ينقسم
إلى ما لا ينقسم في الوهم، إذ لو كان له جزء غير منقسم، لكان الواحد المحفوف
بالستّة[1]، إن حجب
بينها عن التماسّ، فقد لاقى كلّ واحد منها، منه شيئا[2] غير ما لقيه[3] الآخر،
فانقسم ما لا ينقسم و هو محال؛ و إن[4]
لم يحجب فيلقى[5] كل واحد من
الستّة كلّ الوسط و كلّ الآخر و هو التداخل المحال؛ و لا يبقى في العالم حجم
لتداخل الأطراف في الوسائط.
الهيئة لا تنتقل من جسم
إلى الآخر فتستقلّ[6] بالحركة
فيما بينهما، فيلزمها طول و عرض و عمق، لاستقلالها بالجهات، فصارت جسما، و كانت
هيئة و هذا[7] محال.
(11) الجسم يجب أن
يتناهى، و كذا[8] كلّ عدد
موجود آحاده معا مع ترتيب ما؛ فإنّ الامتداد الغير المتناهي أو الصفات[9] المترتّبة[10] الغير
المتناهية و العلل و المعلولات- لو أمكنت- كان لنا أن نحذف عشرة أذرع أو عشرة
أعداد من وسط السلسلة الغير المتناهية، و نوصل[11] بين طرفي المحذوف،
فنأخذه دون المحذوف سلسلة و معه أخرى، و نطبق في العقل[12] بين السلسلتين، فلا بدّ
من التفاوت، و إلّا يستوي[13] الزائد مع
الناقص[14] و هو ممتنع
قطعا[15]، و التفاوت
لا يقع في الوسط للوصل[16] المذكور
فيقع في الطرف، فالنّاقص تناهى، و الزائد زاد عليه بالمتناهي، و ما زاد بمتناه[17] فهو متناه.
أمّا إذا اجتمعت[18] الآحاد
دون[19] الترتيب،
أو التّرتيب دون اجتماع الآحاد فلا تلزم النهاية.
(12) و الجسم يلزمه
لضرورة النهاية شكل و مقدار. و لو لزمه ذلك للماهيّة الجرميّة لاستوت[20] مقادير
الأجرام و تماثلت[21] أشكالها
حتى مقدار الكلّ و الجزء و شكلهما، و ذلك