نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 104
إلهي! أنا العبد الآبق
حلّ بي مرض المعاصي؛ ها أنا مطروح على باب كبريائك[1] على ظمأ، فما بال مريضك
لا تعالجه و ظمآن لطفك لا تسقيه شربة من زلال عفوك! يا من قذف نوره في هويّات
السابقين، و تجلّى بجلاله على أرواح السائرين و انطمست[2] في عظمته ألباب
الناظرين، اجعلني من المشتاقين إليك، العالمين بلطائفك. يا ربّ العجائب، و صاحب
العظائم، و مبدع الماهيّات، و موجد الإنّيات، و منزل البركات، و مظهر الخيرات،
اجعلنا من المخلصين الشاكرين الذاكرين الذين[3] رضوا بقضائك و صبروا على
بلائك. إنّك أنت الحيّ القيّوم، ذو الحول العظيم و الأيد المتين، الغفور الرحيم.
فصل [2]- [في ذكر أمور
كالكلّي و الجزئي و الاستقراء و الجوهر و الهيئة و إبطال الجزء الذي لا يتجزّى و
التّناهي و محدّد الجهات و العناصر و المكان و امتناع الخلاء]
(5) لمّا التمست مني ذكر
حدود هذه الأمور فأنبّهك على أشياء لا بدّ لهذه الحدود منها:
اعلم أنّ إدراكك الشيء
هو حصول صورته فيك؛ فإنّ الشيء[4] إذا علمته،
إن لم يحصل منه أثر فيك، فاستوت[5] حالتاك[6] قبل إدراكك
و بعده، و هذا محال. و إن حصل منه[7] أثر فيك إن
لم يطابقه فما علمته كما هو، فلا بدّ من المطابقة، فالأثر الذي فيك إنّما هو
صورته، و هذه الصورة، إن طابقت الكثيرين سمّيت «كليّة»، و اللّفظ الدّال عليها
«كليّا»، كمفهوم الإنسان المطابق لزيد و عمرو و غيرهما. و كلّ صورة لا يمكن
مطابقتها للكثيرين، كمفهوم زيد أو «هذا»[8]
أو «هذا الإنسان» فهو «جزئيّ»[9].
و الحقيقة تنقسم إلى
«بسيطة»[10] و هي التي
لا جزء لها في العقل كمفهوم الوحدة؛ و إلى «غير بسيطة» و هي الّتي لها أجزاء[11] كالحيوان،
فإنّه مركّب من الجسم و الأمر الذي موجب