نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 103
يا من هو أرحم عليّ من
أبويّ[1]! انقذني و
خلّصني[2] من سخطك.
أدعوك يا ربّ بأنين المذنبين! أدعوك يا ربّ بتأوّه المجرمين! اناديك يا ربّ نداء
غريق في بحر الطبيعة، هالك في مهمة الشهوات! ها أنا مطروح على باب كبريائك، أ يحسن
من لطفك ردّ الفقير خائبا! أ يلبق بجودك طرد الكئيب قانطا! كلّ عبد استجار بمولاه
أجاره؛ فما لعبدك قد استجاربك[3]، فلا
تجيره! أسير على الباب واقف[4] يشكو من
جيران سوء. لكل أسير قوم يرحمونه؛ فما بال أسيرك لا ترحم عليه بنظرة[5] منك! عبيد
الآثمين في فرح و نيل إذا لاذوا بمواليهم[6]
أحسن مواليهم إليهم؛ فما لعبدك الملتجئ[7]
بجناب جبروتك فلا تلتفت إليه بجذبة من جذبات نورك![8] أ فيرجع عبيد الآثمين
مسرورين في فرح و نيل[9]، و عبدك[10] يرجع خائبا
عن نوال[11] نورك منتكس
الرأس بينهم؛ فهلّا يقول[12] عبيد
الآثمين[13]: «ويل لك
ما بالك[14] لم ينظر
إليك مولاك! ويل لك[15] سعدنا و
شقيت، و وصلنا و بقيت![16] ويل لك هذه
عطايا موالينا فأين عطيّة مولاك!» سبحانك[17]،
ربّ الجبروت، أنت سبّوح قدّوس، ربّ الملائكة و الرّوح، أذقني حلاوة أنوارك و
أهّلني لمعرفة[18] أسرارك!
إلهي كم من عبد آبق ألمّ به مرض فطرده النّاس و لم يرضوا[19] بمجاورته فحملوه و
طرحوه على باب مولاه؛ فبينما[20] هو ينوح
على نفسه إذ أشرف عليه صاحبه، فرحم غربته و ذلّته؛ فقال: «يا عبد سوء هربت عنّي،
ثمّ عدت إليّ حين لم يقبلك[21] غيري فعفوت
عنك».
[1] يا من هو أرحم عليّ من أبوي: يا أرحم عليّRBAM .