نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 4 صفحه : 102
فصل [1]- [في لزوم
التمسّك بالكتاب و السنّة، و أنّ الحقيقة واحدة]
(2)
أوّل ما أوصيك به تقوى الله عزّ و جلّ. فما خاب من آب إليه، و ما تعطّل من توكّل
عليه. احفظ الشريعة[1] فإنّ [ها]
سوط الله[2]، بها يسوق
عباده إلى رضوانه. كلّ دعوى لم تشهد بها شواهد الكتاب و السنة فهي[3] من تفاريع
العبث، و شعب الرّفث. من لم يعتصم[4] بحبل القرآن
غوى، و هوى فى غيابة جبّ الهوى. ألم تعلم أنّه كما[5] قصرت قوى الخلائق عن إيجادك، قصرت عن
إعطاء حق إرشادك؟ بل «رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ
هَدى»[6].
قدرته أوجدتك، و كلمته
أرشدتك.
(3) لا يلعبنّ بك اختلاف
العبارات فإنّه «إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ»[7] و أحضر البشر[8] في عرصة
الله تعالى يوم القيامة لعلّ من كلّ ألف تسعمائة و تسع[9] و تسعين، يبعثون من أجداثهم و هم
قتلى من العبارات، ذبائح سيوف الإشارات، و عليهم دماؤها[10] و جراحها.
غفلوا عن المعاني،
فضيّعوا المباني.
الحقيقة شمس واحدة لا
تتعدّد بتعدّد مظاهرها من البروج. المدينة واحدة، و الدّروب كثيرة، و الطّرق غير[11] يسيرة.
(4) صم عن الشّهوات صوما
ينقطع باستهلال هلال موتك و ورود عيدك[12]
بقدومك على مبدئك و معيدك. صلّ لربّك و اللّيل مظلم فيسترهبك بتحيّر حواسّك، و
يخوّفك بهمس أنفاسك، فيلزمك[13] حينئذ
الالتجاء إلى نور الأنوار. قف على باب الملكوت، و قل: «يا قيّوم الملكوت! الظّلام
أحاط بي، و حيّات الشّهوات لسعتني، و تماسيح الهوى قصدتني، و عقارب الدنيا لدغتني،
و تركتني بين خصومي غريبا وحيدا[14]