و ممّا مرّ
يظهر وجه ما أفاده دام ظلّه من اعتبار أن لا يغلب على الشاهد السهو و النسيان و
نحوهما، و أنّه يجب الاستظهار حتّى يستثبت ما يشهدون به، فتنبّه.
و عن
التفسير المنسوب إلى العسكري عن أمير المؤمنين عليهما السلام في قوله تعالى وَ
اسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ
فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ، قال
ممّن
ترضون دينه و أمانته و صلاحه و عفّته و تيقّظه فيما يشهد به و تحصيله و تمييزه،
فما كلّ صالح مميّزاً و لا محصّلًا، و لا كلّ محصّل مميّز صالح[1].
فهذا الخبر
يدلّ على اعتبار كون الشاهد متيقّظاً محصّلًا مميّزاً فيما يشهد به علاوة عن كونه
صالحاً عادلًا، فالظاهر أنّ كون الشاهد ممّن يرضى دينه و أمانته و صلاحه و عفّته
عبارة أُخرى عن كونه معروفاً بالستر و العفاف و اجتناب الكبائر الذي هو عين
العدالة، و كونه متيقّظاً محصّلًا مميّزاً أيضاً عبارة عن كونه بحيث يميّز الواقع
عند الإشهاد و التحمّل غير غالط في الشهادة و الأداء.
فالخبر لا
يدلّ على اعتبار أزيد ممّا يعتبره العقلاء في حجّية الأخبار و الشهادات لكي يقال:
لعلّه محمول على مراعاة الكمال، و إلّا لزم إلغاء شهادة الغالب و لو من جهة عدم
إحراز وجدان هذه الصفات غالباً، كما في
[1] وسائل الشيعة 27: 399، كتاب الشهادات، الباب
41، الحديث 23.