الأدلة
الأربعة إلا أن الذي ينبغي الكلام فيه مقامان أحدهما في أنه من الكبائر ثانيهما في
مسوغاته
أما
الأول [هل المستفاد من الأخبار أن الكذب من الكبائر]
فالظاهر
من غير واحد من الأخبار كالمروي في العيون بسنده عن الفضل بن شاذان لا يقصر عن
الصحيح و المروي عن الأعمش في حديث شرائع الدين عده من الكبائر. و في الموثقة ب
عثمان بن عيسى: إن الله تعالى جعل [50] للشر أقفالا و جعل مفاتيح تلك الأقفال
الشراب و الكذب شر من الشراب و أرسل عن رسول الله ص: أ لا أخبركم بأكبر الكبائر
الإشراك بالله و عقوق الوالدين و قول الزور أي الكذب و عنه ص: إن المؤمن إذا كذب
بغير عذر لعنه سبعون ألف ملك خرج من قلبه نتن حتى يبلغ العرش و كتب عليه بتلك
الكذبة سبعين زنية أهونها كمن يزني مع أمه و يؤيده ما عن العسكري ع: جعلت الخبائث
كلها في بيت واحد و جعل مفتاحها الكذب إلى آخر الحديث فإن مفتاح الخبائث كلها
كبيرة لا محالة. و يمكن الاستدلال على كونه من الكبائر بقوله تعالى
إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ
اللَّهِ فجعل الكاذب غير مؤمن بآيات الله كافرا بها و لذلك كله أطلق جماعة
كالفاضلين و الشهيد الثاني في ظاهر كلماتهم كونه من الكبائر من غير فرق بين أن
يترتب على الخبر الكاذب مفسدة أو لا يترتب عليه شيء أصلا. و يؤيده ما روي: عن
النبي ص في وصيته لأبي ذر ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ويل له ويل له ويل له
فإن الأكاذيب المضحكة