نعم
في الأخبار ما يظهر من عدم كونه على الإطلاق كبيرة- مثل رواية أبي خديجة عن أبي
عبد الله ع: إن الكذب على الله و على رسوله من الكبائر فإنها ظاهرة باختصاص
الكبيرة بهذا الكذب الخاص لكن يمكن حملها على كون هذا الكذب الخاص من الكبائر
الشديدة العظيمة و لعل هذا أولى من تقييد المطلقات المتقدمة. و في مرسلة سيف بن
عميرة عن أبي جعفر ع قال: كان علي بن الحسين ع يقول لولده اتقوا الكذب الصغير منه
و الكبير في كل جد و هزل فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير- إلى آخر
الخبر و يستفاد منه أن عظم الكذب باعتبار ما يترتب عليه من المفاسد.
[هل
الكذب من اللمم]
و
في صحيحة ابن الحجاج: قلت لأبي عبد الله ع الكذاب هو الذي يكذب في الشيء قال لا
ما من أحد إلا يكون ذاك منه و لكن المطبوع على الكذب فإن قوله ما من أحد إلا يكون
ذاك منه يدل على أن الكذب- من اللمم التي تصدر من كل أحد لا من الكبائر. و عن
الحارث الأعور عن علي ع قال: لا يصلح من الكذب جد و لا هزل و أن لا يعد أحدكم صبيه
ثم لا يفي له إن الكذب يهدي إلى الفجور و الفجور يهدي إلى النار و ما زال أحدكم
يكذب حتى يقال كذب و فجر إلى آخر الخبر و فيه أيضا إشعار بأن مجرد الكذب ليس
فجورا.
[حكم
الإنشاء المنبئ عن الكذب]
و
قوله و لا أن يعد أحدكم صبيه ثم لا يفي له لا بد أن يراد منه النهي عن الوعد مع
إضمار عدم الوفاء و هو المراد ظاهرا بقوله تعالى كَبُرَ
مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ بل الظاهر
عدم كونه كذبا حقيقيا و أن إطلاق الكذب عليه في الرواية- لكونه في حكمه من حيث
الحرمة أو لأن الوعد مستلزم للإخبار بوقوع