مدفوع: بانّ الخمس ليس حقا شخصيا للامام،
بل هو أيضا كالانفال و سائر الاموال الراجعة الى الامام ملك لمنصب الامامة، و من
اجل المصارف المقررة لها العائدة على كل حال الى مصلحة من مصالح المسلمين او
الاسلام، و اقامة المصالح المذكورة واجبة على الامام و الوالي.
و ممّا يشهد على ذلك اهتمامهم البليغ الأكيد بخمس الغنيمة و سائر
الاصناف بيانا و مطالبة و تنفيذا، فاذا كان الخمس ثابتا كثبوت خمس الغنيمة و سائر
الاصناف فلما ذا لم ينعكس ذلك حتى على مستوى الروايات و البيانات الصادرة عنهم حتى
عصر الامام الصادق (ع) و الكاظم (ع).
و دعوى- احتمال صدور ذلك و ثبوته منذ عصر النبيّ (ص) و لكنه قد خفي
على الناس. بعيدة جدا بل يطمئن بخلافها، اذ مثل هذا الحكم كما اشرنا لو كان لشاع و
ظهر لكثرة الابتلاء به و دواعي نقله من ناحية، و لكونه بصالح الحكام و الخلفاء من
ناحية اخرى.
الّا انّ الانصاف: انّ هذا غاية ما يدل عليه هو عدم ظهور ادلة الخمس
في مقام الاثبات من الآية الكريمة و الروايات الصادرة عن المعصومين الاوائل (ع) في
العموم و الشمول لكل فائدة، و من هنا لم يفهم عامة المسلمين ذلك، و اما عدم ثبوته
واقعا فلا يمكن استفادته من مجرد ذلك، فلعله اخفي بيانه و اظهاره الى فترة لمصالح
و حكم لعلّ منها ما كان يعرفه ائمة الهدى (ع) من انّ الحكم الاسلامي و خلافة
الرسول (ص) سيزوى عن اهله و اصحابه الحقيقيين المؤهلين له بنص من اللّه و رسوله، و
معه فلا داعي لاظهار مثل هذا الحكم الذي يزيد في قوة الغاصبين و قدرتهم على الظلم
و الاستيلاء على الامة و مقدرات المسلمين، و قد ورد في بعض الروايات الاشارة الى
انّ الخمس حق الامارة و الحكم فبعد اقصاء الائمة الاطهار (ع) عن ذلك لم يكن في
الافصاح عن هذا الحكم الشرعي و اعلانه او التأكيد عليه الّا المزيد من تقوية و
تعزيز ظلم الظالمين،