المئونة، فانّ عنوان الخمس مطلق يشمل كل
اصناف الخمس.
و قد يجعل اطلاق المئونة لكلا قسمي المئونة حتى مئونة التحصيل دليلا
على عموم استثناء مئونة العيال لجميع الاصناف، و كأنّه لانّ مئونة التحصيل تستثنى
منها جميعا فيكون ذلك دليلا على عموم الاستثناء لكل الاصناف، و حيث انّ المستثنى
كلا القسمين فيثبت ذلك في الجميع، بحيث لا بدّ من تخريج القول بعدم استثناء مئونته
و مئونة العيال الى التمسك بالاجماع و نحوه[1].
الا انّ هذا الكلام لا يمكن المساعدة عليه، فانه لا ربط لاطلاق
المئونة و شمولها لكلا قسمي المئونة بإطلاق الاستثناء لكل الاصناف، فانّ الثاني
يتوقف على اطلاق (الخمس) المستثنى منه لا اطلاق المئونة المستثناة، و ملاك الاطلاق
في احدهما غير الآخر، فان تم الاطلاق في المستثنى منه اي في الخمس لتمام الاصناف
فسواء كان المراد من المئونة المستثناة كلا القسمين أو خصوص مئونة القوت و السنة
ثبت الاستثناء في الكل، و ان لم يتم الاطلاق في الخمس لغير ارباح المكاسب فسواء
كان المراد من المئونة المستثناة خصوص مئونة القوت أو كلا القسمين كان مفاد الدليل
استثناء المئونة عن خصوص خمس ارباح المكاسب، و هذا واضح.
نعم لو ادعي ظهور المئونة المستثناة في مئونة السنة امكن جعل ذلك
قرينة على عدم الاطلاق في الخمس المستثنى منه بتقريب سوف يأتي بيانه.
و قد يقال: بانّ اطلاق الخمس لسائر الاصناف لو تم فسوف يقع طرفا
للمعارضة مع اطلاق دليل الخمس في كل صنف من تلك الاصناف، و النسبة بينهما عموم من
وجه، لافتراق دليل الاستثناء عن دليل الخمس لكل صنف في سائر الاصناف، و افتراق
دليل الخمس عن دليل الاستثناء في