«فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ
عِنْدِهِ- فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ» فقال: أذن
في هلاك بني أمية بعد إحراق زيد بسبعة أيام[1].
134 عن أبي بصير قال:
أبو جعفر ع يقول إن الحكم بن عتيبة و سلمة و كثير بن النواء و أبا المقدام و
التمار يعني سالما[2] أضلوا
كثيرا ممن ضل من هؤلاء الناس، و إنهم ممن قال الله «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ
يَقُولُ- آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ» و إنهم ممن
قال الله: «أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ يحلفون
بالله إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ»[3].
135 عن سليمان بن
هارون قال قلت له إن بعض هذه العجلة يزعمون أن سيف رسول الله ص عند عبد
الله بن الحسن، فقال: و الله ما رآه هؤلاء و لا أبوه بواحدة من عينيه، إلا أن يكون
أراه أبوه عند الحسين ع، و إن صاحب هذا الأمر محفوظ له- فلا تذهبن يمينا و لا
شمالا، فإن الأمر و الله واضح، و الله لو أن أهل السماء و الأرض- اجتمعوا على أن
يحولوا هذا الأمر- من مواضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا، و لو أن الناس كفروا
جميعا حتى لا يبقى أحد- لجأ الله لهذا الأمر بأهل يكونون من أهله، ثم قال: أ ما
تسمع الله يقول: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ
دِينِهِ- فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ-
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ» حتى فرغ من
الآية و قال في آية أخرى «فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ- فَقَدْ
وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ» ثم قال إن هذه الآية
هم أهل تلك الآية[4].
[1]- البرهان ج 1: 478. الصافي ج 1: 448. إثبات
الهداة ج 5: 426.
[2]- هؤلاء من جملة البترية و هم الذين يقولون إن
أبا بكر و عمر إمامان و إن اخطأت الأمة في البيعة لهما مع وجود علي ع لكنه خطأ لم
ينته إلى درجة الفسق و توقفوا في عثمان و يبغضون طلحة و زبير و عائشة و هم قسم من
الزيدية. و قد ورد في ذمهم روايات كثيرة.