و الإنجيل‌ إفعيل‌ ‌من‌ النجل‌ و ‌هو‌ الأصل‌، و النجل‌ النزَّ ‌من‌ الماء. و النجل‌ الولد. و النجل‌ القطع‌. و ‌منه‌ سمي‌ المنجل‌. و قرأ الحسن‌ (أنجيل‌) بفتح‌ الهمزة و ‌هو‌ شاذ و ‌هو‌ ضعيف‌. لأنه‌ ليس‌ ‌في‌ كلام‌ العرب‌ شي‌ء ‌علي‌ وزن‌ (أفعيل‌) و إنما جزمت‌ لام‌ الامر و نصبت‌ لام‌ كي‌، لأن‌ لام‌ الأمر توجب‌ معني‌ ‌لا‌ ‌يکون‌ للاسم‌ فأوجبت‌ إعراباً ‌لا‌ ‌يکون‌ للاسم‌ و لام‌ كي‌ يقدر بعدها (‌أن‌) بمعني‌ الاسم‌. و ‌قوله‌: «وَ مَن‌ لَم‌ يَحكُم‌ بِما أَنزَل‌َ اللّه‌ُ فَأُولئِك‌َ هُم‌ُ الفاسِقُون‌َ» ‌قيل‌ ‌فيه‌ قولان‌:

أحدهما‌-‌ ‌قال‌ ‌أبو‌ علي‌ ‌ان‌ (‌من‌) بمعني‌ ‌ألذي‌ و ‌هو‌ خبر ‌عن‌ قوم‌ معرفين‌، و ‌هم‌ اليهود ‌الّذين‌ تقدم‌ ذكرهم‌.

و الثاني‌-‌ ‌قال‌ غيره‌ ‌ان‌ ‌ذلک‌ خرج‌ مخرج‌ المجاراة و المعني‌ ‌أن‌ ‌من‌ ‌لم‌ يحكم‌ ‌بما‌ أنزل‌ اللّه‌ ‌من‌ المكلفين‌ فهو فاسق‌، لأن‌ اطلاق‌ الصفة يدل‌ ‌علي‌ ‌أنه‌ ذهب‌ ‌الي‌ ‌ان‌ الحكمة ‌في‌ خلاف‌ ‌ما أمر اللّه‌ ‌به‌ فلهذا ‌کان‌ كافراً.

و ‌قال‌ ‌إبن‌ زيد: الفاسقون‌-‌ هاهنا‌-‌ و ‌في‌ أكثر القرآن‌ بمعني‌ الكاذبين‌ كقوله‌ «إِن‌ جاءَكُم‌ فاسِق‌ٌ»[1] يعني‌ كاذب‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 48]

وَ أَنزَلنا إِلَيك‌َ الكِتاب‌َ بِالحَق‌ِّ مُصَدِّقاً لِما بَين‌َ يَدَيه‌ِ مِن‌َ الكِتاب‌ِ وَ مُهَيمِناً عَلَيه‌ِ فَاحكُم‌ بَينَهُم‌ بِما أَنزَل‌َ اللّه‌ُ وَ لا تَتَّبِع‌ أَهواءَهُم‌ عَمّا جاءَك‌َ مِن‌َ الحَق‌ِّ لِكُل‌ٍّ جَعَلنا مِنكُم‌ شِرعَةً وَ مِنهاجاً وَ لَو شاءَ اللّه‌ُ لَجَعَلَكُم‌ أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِن‌ لِيَبلُوَكُم‌ فِي‌ ما آتاكُم‌ فَاستَبِقُوا الخَيرات‌ِ إِلَي‌ اللّه‌ِ مَرجِعُكُم‌ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم‌ بِما كُنتُم‌ فِيه‌ِ تَختَلِفُون‌َ (48)