فَأُولئِك‌َ هُم‌ُ الظّالِمُون‌َ. وَ مَن‌ لَم‌ يَحكُم‌ بِما أَنزَل‌َ اللّه‌ُ فَأُولئِك‌َ هُم‌ُ الفاسِقُون‌َ» ‌في‌ الكفار خاصة

، و ‌به‌ ‌قال‌ ‌إبن‌ مسعود و ‌أبو‌ صالح‌. و ‌قال‌ ليس‌ ‌في‌ أهل‌ الإسلام‌ منها شي‌ء و ‌به‌ ‌قال‌ الضحاك‌ و ‌أبو‌ مجلز و عكرمة و قتادة. و ‌قال‌ الشعبي‌: نزلت‌ «الكافرون‌» ‌في‌ المسلمين‌ «و الظالمون‌» ‌في‌ اليهود «و الفاسقون‌» ‌في‌ النصاري‌ و ‌قال‌ عطا و طاوس‌ أراد ‌به‌ كفراً دون‌ كفر، و ظلماً دون‌ ظلم‌، و فسقاً دون‌ فسق‌. و رووه‌ ‌عن‌ ‌إبن‌ عباس‌. و ‌قال‌ ابراهيم‌ ‌هي‌ عامة ‌في‌ بني‌ إسرائيل‌ و غيرهم‌ ‌من‌ المسلمين‌، و ‌به‌ ‌قال‌ الحسن‌: و ‌قد‌ بينا الأقوي‌ ‌من‌ ‌هذه‌ الأقاويل‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المائدة (5): آية 45]

وَ كَتَبنا عَلَيهِم‌ فِيها أَن‌َّ النَّفس‌َ بِالنَّفس‌ِ وَ العَين‌َ بِالعَين‌ِ وَ الأَنف‌َ بِالأَنف‌ِ وَ الأُذُن‌َ بِالأُذُن‌ِ وَ السِّن‌َّ بِالسِّن‌ِّ وَ الجُرُوح‌َ قِصاص‌ٌ فَمَن‌ تَصَدَّق‌َ بِه‌ِ فَهُوَ كَفّارَةٌ لَه‌ُ وَ مَن‌ لَم‌ يَحكُم‌ بِما أَنزَل‌َ اللّه‌ُ فَأُولئِك‌َ هُم‌ُ الظّالِمُون‌َ (45)

آية بلا خلاف‌.

قرأ الكسائي‌

«و العين‌ بالعين‌ و الأنف‌ بالأنف‌ و الاذن‌ بالاذن‌ و السن‌ بالسن‌» بالرفع‌ فيهن‌. و روي‌ ‌ذلک‌ ‌عن‌ النبي‌ (ص‌) و ‌أنه‌ ‌کان‌ يقرأ ‌به‌.

و قرأ نافع‌ «الاذن‌» بسكون‌ الذال‌ حيث‌ وقع‌. و قرأ نافع‌ و عاصم‌ و حمزة و خلف‌ و يعقوب‌ «و الجروح‌ قصاص‌» بالنصب‌.

‌قوله‌ «وَ كَتَبنا» ‌ أي ‌ فرضنا ‌عليهم‌ يعني‌ اليهود ‌الّذين‌ تقدم‌ ذكرهم‌ «‌فيها‌» يعني‌ ‌في‌ التوراة «أَن‌َّ النَّفس‌َ بِالنَّفس‌ِ» و معناه‌ ‌إذا‌ قتلت‌ نفس‌ نفساً أخري‌ متعمداً ‌أنه‌ يستحق‌ عليها القود ‌إذا‌ ‌کان‌ القاتل‌ عاقلًا مميزاً، و ‌کان‌