و السلاسل و الأغلال ليستا وسيلة عقاب فاعلة و مؤثرة في الجسد، و إن كانت توجب بعض الألم، و الحرج على صعيد الحركة ..
أما السعير، فهي عذاب جسدي بالدرجة الأولى، و الأذى الروحي فيها ليس نابعا من ذاتها، بل هو بسبب بعض العناوين الأخرى التي تصاحب العذاب الجسدي فيها ..
و الأذى الروحي للمستكبر العاتي هو المطلوب الأول و الأهم. أما الأغلال، فهي وسيلة لأسر الحرية، و هي من وسائل الإذلال، و التحقير و المهانة ..
و اختياره هذه العقوبة بالذات إنما هو لأن الاستكبار لذّة روحية له، و هي لذّة محرمة .. فيصح مقابلتها بعقوبة روحية عادلة، هي الإذلال و المهانة و التحقير، فتتقابل اللذة الروحية بالمهانة الروحية.
ثم إنه إضافة إلى هذا الإذلال يلقى في السعير، لينال الجسد ما نالته الروح، فتذكو تلك النار، و تسعّرها الأدران و الخبائث التي نمت في كل كيانه، بسبب استسلامه للغرائز و الشهوات، و النزوات و الأهواء، التي أوصلته إلى العناد و الاستكبار ..
و كما أن للمعاصي لذات جسدية، فقد ناسب أن يكون لها عقوبة بالسعير التي تنتج له أذى جسديا أيضا ..