إنه لا شك في أن تلك السلاسل و الأغلال سيكون عذابها الجسدي عظيما و هائلا، كما دلت عليه الآيات أيضا، لكن الجانب المعنوي هو الأبرز في هذه الناحية، فإن إذلال الكافرين هدف هام و مقصود بذاته.
و على كل حال نقول: إن الأغلال جمع غل. و هو في الأصل طوق يوضع في العنق. و السلاسل جمع سلسلة، و هي عبارة عن حلقات منتظمة تأسر حركة و حرية المأسور، ضمن دائرة معينة، يحددها طول و قصر السلسلة، و طريقة التفافها على أجزاء جسده، ثم هو يسحب و يجر بواسطتها. قال تعالى: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ* فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ[1].
و قال سبحانه: أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ[2].
و قال عز من قائل: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ* ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ* ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ[3].
سبب تقديم السلاسل على الأغلال:
ثم إن تقديم السلاسل على الأغلال .. قد جاء على سبيل التدرج و الترقي في مواجهة الكافر بالعذاب، فإن الذل الذي يواجهه الإنسان حين يوضع الغل