نام کتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم جلد : 2 صفحه : 554
فابرءوا منه»[1]، و في بعضها الآخر: «فأمّا من قال بأنّ اللّه تعالى لا يعلم الشيء الّا بعد كونه فقد كفر و خرج عن التوحيد»[2].
و قد اتّفقت كلمة الشيعة الامامية على أنّ اللّه تعالى لم يزل عالما قبل أن يخلق الخلق بشتّى أنواعه بمقتضى الحكم العقل الفطري و طبقا للكتاب و السنة.
تبيين معنى البداء:
بيان ذلك: انّه لا شبهة في أنّ العالم بشتّى ألوانه و أشكاله تحت قدرة اللّه تعالى و سلطانه المطلق، و انّ وجود أيّ ممكن من الممكنات فيه منوط بمشيئته تعالى و اعمال قدرته، فان شاء أوجده و ان لم يشاء لم يوجده، هذا من ناحية.
و من ناحية اخرى انّ اللّه سبحانه عالم بالاشياء بشتّى أنواعها و أشكالها منذ الازل، و انّ لها بجميع أشكالها تعيينا علميّا في علم اللّه الازلي، و يعبّر عن هذا التعيين بتقدير اللّه مرّة و بقضائه مرّة اخرى.
و من ناحية ثالثة انّ علمه تعالى بالاشياء منذ الازل لا يوجب سلب قدرة اللّه تعالى و اختياره عنها، ضرورة أنّ حقيقة العلم بشيء الكشف عنه على واقعه الموضوعي، من دون أن يوجب حدوث شيء فيه، فالعلم الازلي بالاشياء هو كشفها لديه تعالى على واقعها من الاناطة بمشيئة اللّه و اختياره، فلا يزيد انكشاف الشيء على واقع ذلك الشيء، و قد فصّلنا الحديث من هذه الناحية في مبحث الجبر و التفويض بشكل موسّع.