عظم المسئوليّة و عدم تصدّيه لغير الجامع للشرائط و هكذا شأن الأمور الخطيرة[1]، فكيف يمكن القول بكراهته و استحباب تركه و قد تصدّاه الأئمّة عليهم السلام و أصحابهم الخاصّة.
و مع ذلك لا ينبغي أن يغفل الإنسان عن عظم خطوريّته فإنّه عظيم جدّاً.
و ليس أدلّ على مثل هذه الخطورة، ممّا جاء في الحديث الذي رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال: «من جُعِلَ قاضياً، فقد ذُبح بغير سكّين. فقيل: يا رسول اللَّه! و ما الذبح؟
قال: نار جهنّم.»[2] و جاء أيضاً: «يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة، فيلقى من شدّة الحساب ما يتمنّى أنّه لم يقض بين اثنين في تمرة قطّ.»[3] و قال الصادق عليه السلام: «إنّ النواويس شكت إلى اللَّه عزّ و جلّ شدّة حرّها. فقال لها عزّ و جلّ:
اسكني! فإنّ مواضع القضاة أشدّ حرّاً منك»[4] و النواويس موضع في جهنّم.
و في معتبرة أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: «كان في بني اسرائيل قاض، و كان يقضي بالحقّ فيهم. فلمّا حضره الموت قال لامرأته: إذا أنا متّ، فاغسليني و كفّنيني و ضعيني على سريري و غطّي وجهي، فإنّك لا ترين سوءاً. فلمّا مات فعلت ذلك ثمّ مكث [مكثت] بذلك حيناً. ثمّ إنّها كشفت عن وجهه لتنظر إليه، فإذا هي [هو] بدودة تقرض منخره، ففزعت من ذلك. فلمّا كان الليل، أتاها في منامها؛ فقال لها: أفزعك ما رأيت؟