آخرين لم يصرّح بمورده، بل يؤكّد على حفظ حدود اللَّه[1].
ج- الحدّ في الأخبار
إنّ الحدّ في الأخبار قد استعمل في معانيه المختلفة، و إليك الإشارة إلى ما هو الظاهر منها:
الأوّل: في معناه اللغوي أعني المنع و الفصل بين الشيئين، و ذلك كخبر سماعة عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: «إنّ لكلّ شيء حدّاً، و من تعدّى ذلك الحدّ كان له حدّ»[2]، فالحدّ الأوّل و الثاني استعملا في هذا المعنى، و الحدّ الثالث بمعنى مطلق العقوبة.
الثاني: في مطلق العقوبة، و ذلك كخبر عمرو بن قيس عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال:
«يا عمرو بن قيس! أشعرت أنّ اللَّه أرسل رسولًا، و أنزل عليه كتاباً، و أنزل في الكتاب كلّ ما يحتاج إليه، و جعل له دليلًا يدلّ عليه، و جعل لكلّ شيء حدّاً، و لمن جاوز الحدّ حدّاً.»[3] فالحدّ الأوّل و الثاني إنّما جاء بمعناه اللغوي، و أمّا الأخير فقد جاء بمعنى مطلق العقوبة و العذاب.
و رواية الحلبي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «إنّ في كتاب عليّ عليه السلام أنّه كان يضرب بالسوط و بنصف السوط و ببعضه في الحدود، و كان إذا أتي بغلام و جارية لم يدركا لا يبطل حدّاً من حدود اللَّه عزّ و جلّ. قيل له: و كيف كان يضرب؟ قال: كان يأخذ السوط بيده من وسطه أو من ثلثه، ثمّ يضرب به على قدر أسنانهم، و لا يبطل حدّاً من حدود اللَّه عزّ و جلّ.»[4]