لا يقرب كالفواحش المحرّمة، و منه قوله تعالى: «تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها»[1]؛ و منها ما لا يتعدّى كالمواريث المعيّنة و تزويج الأربع، و منه قوله تعالى: «تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها»[2]، و منه الحديث: «إنّي أصبت حدّاً، فأقِمه عليّ» أي أصبت ذنباً أوجب عليّ حدّاً، أي عقوبة.»[3] و قال الفيّومي: «الحدّ في اللغة: الفصل و المنع، فمن الأوّل قول الشاعر: و جاعل الشمس حدّاً لا خفاء به، و من الثاني: حددته عن أمره إذا منعته، فهو محدود، و منه الحدود المقدّرة في الشرع، لأنّها تمنع من الإقدام.»[4]
ب- الحدّ في الكتاب
إنّ من يتصفّح كتاب اللَّه العزيز، يجد أنّ كلمة الحدّ لم تستعمل فيه إلّا بصيغة الجمع، و أنّ هذه الكلمة بالذات، قد استعملت في القرآن الكريم في أربعة عشر موضعاً، كلّها مدنيّة، غير أنّها في جميع مواضعها لم ترد لمعنى العقوبة، لا المعيّنة منها و لا غير المعيّنة، بل بمعنى أحكام اللَّه و أوامره و نواهيه.
ثمّ إنّه في تسعة من المواضع كان موردها أحكام الأسرة[5]، و في موضعين منها في أحكام الإرث[6]، و في موضع منها في بعض أحكام الصيام و الاعتكاف[7]، و في موضعين