أنّه قال: «ادرءوا الحدود بالشبهات، و أقيلوا الكرام عثراتهم، إلّا في حدّ من حدود اللَّه.»[1] 3- ما رواه الترمذي بسنده عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: «ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلّوا سبيله، فإنّ الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة.»[2] 4- ما رواه ابن ماجة في سننه عن أبي هريرة، قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: ادفعوا الحدود ما وجدتم له مدفعاً.»[3] أضف إلى ذلك ما يوجد في الآثار الكثيرة المرويّة عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و أمير المؤمنين عليه السلام من عملهما على وفق القاعدة، بل إلقاء الشبهة حتّى لا يثبت الحدّ بما يلي بعض موارده.

فمن ذلك ما رواه الشيخ في الصحيح عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

«إنّ عليّاً عليه السلام أتي بامرأة مع رجل فجر بها، فقالت: استكرهني و اللَّه يا أمير المؤمنين! فدرأ عنها الحدّ. و لو سئل هؤلاء عن ذلك لقالوا: لا تصدّق، و قد و اللَّه فعله أمير المؤمنين عليه السلام.»[4] و ما رواه البيهقي في سننه عن عكرمة، عن ابن عبّاس في قصّة مجي‌ء ماعز إلى الرسول صلى الله عليه و آله و سلم معترفاً بالزنا: «إنّ ماعزاً لمّا أتى النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال له: ويحك لعلّك قبّلت أو غمزت أو نظرت؟ فقال: لا. فقال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم: فعلت كذا و كذا؟- لا يكنّي- قال: نعم. قال:

[1]- مستدرك الوسائل، الباب 21 من أبواب مقدّمات الحدود، ح 3، ج 18، ص 26- دعائم الإسلام، كتاب الحدود، الفصل 5، ذكر القضايا في الحدود، ج 2، ص 465، ح 1649- و راجع لمثله: كنز العمّال، ج 3، ص 39، الرقم 12972.

[2]- سنن الترمذي، الباب 2 من أبواب الحدود، ج 4، ص 25، الرقم 1424- و راجع لمثله: كنز العمّال، المصدر السابق، الرقم 12971- السنن الكبرى، ج 29، ص 123.

[3]- سنن ابن ماجة، الباب 5 من كتاب الحدود، باب الستر على المؤمن و دفع الحدود بالشبهات، ج 2، ص 850، الرقم 2545- و راجع لمثله: كنز العمّال، المصدر السابق، الرقم 12974.

[4]- وسائل الشيعة، الباب 18 من أبواب حدّ الزنا، ح 1، ج 28، ص 110.