responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 288

واقتضى عدله سبحانه أن يجزي أهل الإحسان والعمل الصالح بجزاء يتناسب وصلاح عملهم، قال تعالى ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))[486]، ويجزي من عمل من عباده السوء بمثله ((لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا))[487].

وأن الفعل الصالح يعود بالصلاح على صاحبه، وكذا الفعل الطالح فلا يحيق ضرره بغير أهله، لأن الله سبحانه ارفع وأعلى مرتبة من أن يصله خير عباده أو يتضرر بسوء فعلهم قال تعالى ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ))[488]، وقال سبحانه أيضا: ((وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ))[489].

وأوضحت آيات القرآن الكريم أن العباد يوم القيامة على قسمين، فمنهم من يأتي حاملا وزر نفسه فقط كما قال تعالى: ((قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ))[490].

ولكن بعضهم الآخر يأتي يوم القيامة حاملا وزره ووزر غيره، وهؤلاء هم الذين سنوا سنة سيئة في حياتهم الدنيا وتبعهم الناس على ضلالتهم، فهم ضالون بأنفسهم، ومضلون لغيرهم، فيحملوا أوزار أنفسهم وأوزار كل من يقع في شباك ضلالهم، كما قال تعالى: ((لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ


[486] سورة النحل الآية رقم 97.

[487] سورة النساء الآية رقم123.

[488] سورة الجاثية الآية رقم 15.

[489] سورة فاطر الآية رقم 43.

[490] سورة الأنعام الآية رقم 31.

نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست