نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام جلد : 1 صفحه : 287
ذلك نتيجة
أعمالهم التي اختاروها، ووضعوا أنفسهم في ضمن قانونها.
والآية المباركة
وان كانت تشير إلى أن البعض منهم يمكن أن تدركه الرحمة من جديد ويهتدي بهدى الإيمان فيما لو غير من مقدمات حياته
لتتغير تبعا لتلك المقدمات النتائج المترتبة عليها، قال تعالى ((إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ))[483].
وأخيرا لابد من
الإشارة إلى أمر هام هو: ربما تجتمع كل هذه الأسباب الأربعة في مورد قرآني معين، وربما
تجتمع بعضها دون بعض، وكل ذلك يفهم من القرائن المحيطة بالآية التي ورد فيها اللعن،
كما في قوله تعالى: ((إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ
اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ))[484] فهم
بسبب لعن الله لهم حكم عليهم بالطرد من الرحمة، ولعنة الناس لهم عبارة عن إعلان
موقف عملي واضح تجاه هؤلاء وذلك بطردهم من صفوف المؤمنين والمرحومين، والبراءة من
أعمالهم وكفرهم ووقوفهم بوجه الأنبياء عليهم السلام حتى لا تلحقهم جرائرهم، وأما
لعن الملائكة فهو بخذلانهم حال الحياة وعدم نصرتهم، وأخذهم بأشد العذاب بعد مماتهم.
المبحث الخامس:
جزاء من سن سنة حسنة ومن سن سنة سيئة
جرت حكمة الله
سبحانه وتعالى على أن يحصي عمل كل عامل من عباده، قال تعالى: ((وَمَا تَكُونُ فِي
شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا
كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ
مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ
ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ))[485].