ذكرها بتبع الكتاب، لا لكونه في مقام البيان من جميع الجهات.
إلّا أن يدّعى أنّ الإشارة إلى القيود المذكورة في الكتاب أيضا دليل على كونه في مقام البيان، و فيه تأمّل.
و الإنصاف أنّ الاتّكال عليهما لإثبات كون الكذب في الجملة كبيرة مشكل، فضلا عن إثبات كونه كذلك بجميع مصاديقه.
حول إشكال العلّامة الشيرازي على كونه من الكبائر
و قد يستشكل [1] عليهما و على كلّ ما دلّت على كونه من الكبائر بأنّها معارضة
لصحيحة عبد العظيم الحسني، الحاكية لدخول عمرو بن عبيد على أبي عبد اللّه- عليه السّلام-، «قال: فلمّا سلّم و جلس تلا هذه الآية الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ^[2] ثمّ أمسك، فقال له أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: «ما أسكتك»؟
و يمكن الجمع بأنّ المراد من الروايات التي عدّته كبيرة بيان ما يكون كبيرة في الجملة و لو بالنسبة إلى بعض مصاديقه، و من الصحيحة ما يكون كبيرة بجميع مصاديقه. و حينئذ لا يبقى في الروايات دلالة على كون الكذب كبيرة.
ثمّ قال: «إن قلت: لعلّ المراد بالصحيحة خصوص الكبائر الثابتة في الكتاب، و من الروايتين و غيرهما مطلقها، كما يشهد به قوله: «أريد أن أعرف الكبائر من كتاب اللّه» فلا مانع من حمل الكذب فيهما على إطلاقه.