responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المكاسب المحرمة نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 2  صفحه : 49

و لا مخالفا للواقع. فعليه تكون الجملة الأولى صادقة، و الثانية كاذبة.

و توهّم أنّ ما يحكيان عنه ليس بنحو الدلالة، بل بنحو الخطور لأنس الذهن‌ [1]، خلاف الوجدان. و هو أصدق شاهد على عدم الفرق في الدلالة بين الكلام الصادر من متكلّم شاعر و بين الصادر من غيره.

فبطل القول بأنّ الألفاظ موضوعة للمعاني المرادة [2]، أو الوضع عبارة عن التعهّد بإرادة المعنى من اللفظ [3]، أو أنّ الدلالة عبارة عن إبراز ما في الضمير و ما فيه حاك عن الواقع. [4] مضافا إلى أنّ الكلام الصادر من المتكلّم لا يحكي إلّا عن الواقع و نفس الأمر مستقيما، من غير دلالة على المعاني الذهنيّة و صورها، و هو وجدانيّ جدّا.

فيكون الصدق و الكذب من صفات الخبر أوّلا و بالذات، و إنّما يتّصف المتكلّم بكونه صادقا أو كاذبا لأجل أخباره. فلا محالة تكون سعة اتّصافه بالصادق و الكاذب تابعة لإخباره، لعدم إمكان أن يكون الخبر صادقا و قد أخبر به المتكلّم و مع ذلك لا يكون صادقا، و كذا في الكذب.

لكن ترى في العرف و العادة عدم إطلاق الكاذب على الخاطئ و المشتبه، فلا يقال لمن صنّف كتابا مشتملا على أحكام اجتهادية مخالفة للواقع: «إنّه كاذب»، و لا لمن أخبر بإعطاء شي‌ء لزيد غدا فمنعه مانع عنه: «إنّه كذب و إن كان معذورا».

و بالجملة: إنّ العرف يطلقون على مثله الخطاء و الاشتباه أو نحوهما، و لا يقال:


[1] راجع نهاية الأفكار 1- 2- 64، في مباحث الألفاظ، و وقاية الأذهان: 81، في مبحث الوضع.

[2] شرح الإشارات 1- 32، الجزء الأوّل في المنطق، إشارة إلى اللفظ المفرد و المركّب.

[3] راجع وقاية الأذهان: 62، في حقيقة الوضع.

[4] راجع فوائد الأصول 1- 2- 30، في مباحث الألفاظ.

نام کتاب : المكاسب المحرمة نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 2  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست