أمّا رواية علي بن أبي حمزة [1] في قضية بعض كتّاب بني أميّة- لعنهم اللّه- فلاحتمال أن يكون أمر أبي عبد اللّه- عليه السّلام- إذنا له في التصدّق، و كان أمر المجهول بيد الإمام- عليه السّلام-، و لا إطلاق فيها يدفع هذا الاحتمال.
و أمّا صحيحة محمّد بن مسلم [2] و رواية أبي أيوب [3] فلاحتمال أن يكون قوله: «يتصدّق بثمنه» على صيغة المجهول. فعليه لا يكون بصدد بيان فاعل الصدقة، و إن كان المظنون كونه على صيغة المعلوم لكن الظنّ غير حجّة.
و توهّم أنّ السائل سأل عن وظيفته فلا بدّ من كون الجواب عنها مدفوع بأنّ جوابه في الصحيحة قوله: «لا يصلح ثمنه». و أمّا قوله: «إنّ أفضل خصال.» فكلام مستأنف.
نعم، لا يبعد ذلك في رواية أبي أيّوب، و إن احتمل مع قراءة أن يتصدّق بصيغة المجهول أنّ الصدقة أحبّ، ففهم الراوي عدم جواز أكل ثمنه، تأمّل.
مضافا إلى ما تقدّم من عدم إطلاق فيها [4]، نظير قوله: «أحبّ الأشياء عندي صلاة الليل»، حيث لا إطلاق فيه يدفع الشكّ في شرط أو مانع.
و أمّا رواية أبي علي بن راشد [5] فموردها غير المورد، لما تقدّم [6] أنّ ظاهرها عدم معرفة ربّ للموقوفة رأسا، و هو غير مجهول المالك المعلوم ملكيّته لشخص،
[1] الوسائل 12- 144، كتاب التجارة، الباب 47 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 1.
[2] الوسائل 12- 164، كتاب التجارة، الباب 55 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 1.