و الإضافة إليه- تعالى- بمعنى أنّ المضاف بما هو مضاف أو الإضافة الخاصّة علّة، إلى غير ذلك من أنحاء التركيب الثنائي أو الثلاثي.
ففي غير مورد واحد، و هو كون تمام العلّة الإضافة إلى اللّه- تعالى- بحيث لا يكون نظر الفاعل إلى المتعلّق إلّا كونه كرامة اللّه- تعالى- و يكون تمام المحرّك حيث الانتساب إليه- جلّ و علا-، يكون لغير اللّه دخالة في التحريك و الإيجاد، إمّا بنحو تمام العلّة، أو بنحو الاشتراك و الجزئية. هذا بحسب التصوّر.
و أمّا بحسب الواقع فلا يمكن حصول تلك المرتبة الرفيعة إلّا لخلّص أولياء اللّه تعالى و المحبّين المجذوبين له- تعالى-، بحيث كان تمام نظرهم إليه لا إلى غيره، و كان ما وراءه- تعالى- من الجنّة و غيرها مغفولا عنها، و هم غافلون عن غير اللّه و يشتغلون به عن غيره- صلّى اللّه عليهم.
و أمّا غيرهم من متعارف الناس فلا يكون محرّكهم إلّا النتائج و متعلّقات الإضافات، و لهذا لو فرض اعتقادهم بترتّب تلك الآثار المطلوبة على أفعالهم من غير توسيط فاعل و من غير ربط أو إضافة إلى أحد لأوجدوها طمعا للآثار و حرصا على الشهوات و المستلذّات.
فلو فرضنا أنّ مفاتيح الجنّة و النار بيد عدوّ اللّه الشيطان الرجيم- و العياذ باللّه-، و كان هو معطي الجنّة و مدخل النار، و كانت طاعة اللّه- تعالى- و عصيانه بلا جزاء أصلا، لكنّه- تعالى- أمر أن يعبدوه بلا جزاء و أن لا يعصوه بلا عقاب على عصيانه، و أمر بمخالفة الشيطان و نهى عن طاعته، و كان الشيطان أمر بمخالفة اللّه- تعالى- و نهى عن طاعته، و أعطى للمخالفين له- تعالى- الجنة و أدخل المطيعين له- تعالى- النار، لعلم أولو الألباب أنّ المطيع للّه- تعالى- على الفرض كالكبريت الأحمر أو أندر منه.
و لعمري أنّ هذا واضح لمن تأمّل في غايات أفعاله و تدبّر في حالات نفسه