و التقيّة في كلّ شيء إلّا في النبيذ و المسح على الخفين» [1].
فإنّها بصدد بيان أنّ فيما عدا النبيذ و المسح تقيّة. فيظهر منها أمران:
أحدهما: عدم التقيّة مطلقا فيهما. و الثاني: ثبوتها لكلّ ما عداهما في الجملة، لعدم كونها بصدد بيان جواز أنحاء التقية، فلا إطلاق فيها.
هذا مع احتمال أن يكون المراد بالمستثنى منه المحرّمات و الواجبات الإلهيّة ممّا لا يتعلّق بها حقّ الناس، بقرينة استثناء المذكورين و عدم استثناء الدم، تأمّل.
تطابق النص و الفتوى على شمول التقيّة لحق الناس
نعم، مقتضى عموم
صحيحة زرارة عن أبي جعفر- عليه السّلام-، قال: «التقيّة في كلّ ضرورة، و صاحبها أعلم به حين تنزل به» [2].
و
صحيحة أخرى عنه و عن غيره، قالوا: سمعنا أبا جعفر- عليه السّلام- يقول: «التقيّة في كلّ شيء يضطرّ إليه ابن آدم فقد أحلّه اللّه له» [3].
جوازها في كلّ شيء يضطر إليه، كما إذا خاف على نفسه أو عرضه، أو نفس من يكون بمنزلته من أهله و خاصّته و عشيرته الأقربين أو عرضهم، أو على ماله الذي إذا سلب عنه يقع في الحرج و المشقّة الشديدة، من غير فرق بين حقّ اللّه و حقّ الناس ما عدا الدم، و أمّا غيره ممّا استثني في بعض الروايات، كرواية
[1] الوسائل 11- 468، كتاب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، الباب 25 من أبواب الأمر و النهي، الحديث 3.
[2] الكافي 2- 219، باب التقيّة، الحديث 13، و عنه في الوسائل 11- 468، كتاب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، الباب 25 من أبواب الأمر و النهي، الحديث 1.
[3] نفس المصدر و الباب في الكافي 2- 220، الحديث 18، و في الوسائل 11- 468، الحديث 2.