الناس مخالف لمورد نزول قوله- تعالى- إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ[1] فإنّه بحسب قول المفسّرين [2] و بعض الروايات المعتمدة [3] نزل في قضيّة عمّار، حيث أكره على البراءة من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سبّه و شتمه،
ففي مجمع البيان: «أعطاهم عمّار بلسانه ما أرادوا منه» ثمّ قال: «و جاء عمّار إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو يبكي فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
«ما وراءك؟» فقال: شرّ يا رسول اللّه، ما تركت حتّى قلت [4] منك و ذكرت آلهتهم بخير، فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يمسح عينيه و يقول: «إن عادوا لك فعد لهم بما قلت»، فنزلت الآية، عن ابن عبّاس و قتادة [5]،
انتهى.
و تدلّ عليه رواية مسعدة الآتية [6]، و شأن نزول الآية لا يوجب تقييد إطلاقها أو تخصيص عمومها، فقوله إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ مطلق شامل لمطلق الإكراه، و لا وجه لاختصاصه بخصوص الإيعاد على القتل و إن كان شأن نزوله خاصّا، كما أنّ الحال كذلك في سائر الآيات.
فلا ينبغي الإشكال في إطلاقه، سيّما مع كون العناية بهذه الفقرة، أي الاستثناء، كما دلّت عليه الرواية الآتية و كلمات المفسّرين.
بل الاختصاص بحقّ اللّه مخالف لظاهر الآية، سواء كان قوله: