بل في الروايات ما هي كالصريح في تولّيهم ذلك: كرواية علي بن يقطين المتقدّمة [2]، الحاكية عن جبايته أموال الشيعة علانية و الرد إليهم سرّا، بعد توصية أبي الحسن- عليه السّلام-، و ما اشتملت على كتابة أبي عبد اللّه- عليه السّلام- إلى النجاشي والي الأهواز و فارس [3]، و غير ذلك. و سيجيء إن شاء اللّه ما ينفع بالمقام في جوائز السلطان.
الإشكال على جمع الشيخ الأعظم بين روايتي مهران و محمّد بن إسماعيل
رواية مهران بن محمّد بن أبي نصر عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-، قال: سمعته يقول: «ما من جبّار إلّا و معه مؤمن يدفع اللّه- عزّ و جلّ- به من المؤمنين، و هو أقلّهم حظّا في الآخرة، يعني أقلّ المؤمنين حظّا بصحبة الجبّار» [5].
و بين مثل رواية محمّد بن إسماعيل بن بزيع [6]، بحمل الأولى على من تولّى لهم لنظام معاشه قاصدا الإحسان في خلال ذلك إلى المؤمنين و دفع الضرر عنهم، و حمل الثانية على من لم يقصد بدخوله إلّا الإحسان إلى المؤمنين، فذهب إلى كراهة
[1] مستدرك الوسائل 13- 138، كتاب التجارة، الباب 39 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 25.
[2] الوسائل 12- 140، كتاب التجارة، الباب 46 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 8، و راجع أيضا 2- 181، من الكتاب.
[3] الوسائل 12- 142، كتاب التجارة، الباب 46 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 13.
[4] المكاسب: 56، المسألة السادسة و العشرين من النوع الرابع، في الولاية من قبل الجائر.
[5] الوسائل 12- 134، كتاب التجارة، الباب 44 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 4.
[6] رجال النجاشي، في ترجمة محمّد بن إسماعيل بن بزيع: 330- 332، تحت الرقم 893.