بناء على أنّ قوله ذلك لترغيبه في بقائه على شغله، كما تشهد به مضافا إلى رواية محمّد بن عيسى المتقدّمة
روايته الأخرى، أنّه كتب إلى أبي الحسن موسى- عليه السّلام-، قال: إنّ قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان- و كان وزيرا لهارون-، فإن أذنت جعلني اللّه فداك هربت منه؟ فرجع الجواب: «لا آذن لك بالخروج من عملهم، و اتّق اللّه». أو كما قال [1]
. و احتمال التقية بعيد و لو بملاحظة سائر الروايات.
و أمّا
رواية الحسين بن زيد عن الصادق- عليه السّلام- في مناهي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من تولّى عرافة قوم أتي به يوم القيامة و يداه مغلولتان إلى عنقه، فإن قام فيهم بأمر اللّه- عزّ و جلّ- أطلقه اللّه، و إن كان ظالما هوى به في نار جهنم و بئس المصير» [2]
فلا تدلّ على المقصود، لأنّها بصدد بيان التحذير عن الدخول في الرئاسة حتّى مثل رئاسة قبيلة، لا في مقام بيان جواز الرئاسة فضلا عن الرئاسة من قبلهم حتّى يؤخذ بإطلاقها.
و يحتمل أن تكون في مقام بيان أنّ الرئيس إن كان عادلا فكذا، و إن كان ظالما فكذا.
و هي نظير قوله: «العالم إن كان عادلا يجوز حكمه و قضاؤه، و إن كان فاسقا فلا»، حيث لا تعرّض له لجواز تحصيل العلم و لا يجوز التمسّك بإطلاقه له.
ثمّ إنّ في المقام روايات ربما يقال بالتعارض بينها في نفسها، و بينها و بين