و أمّا احتمال كون المذكورين في رواية محمّد بن إسماعيل و نظائرها من غير المتقلّدين لأمرهم، بل من أشراف البلد الذين لهم ذهاب و إياب في أبوابهم [1]، فهو خلاف ظاهر قوله: «و مكّن له في البلاد.». بل خلاف ظاهر قوله: «بأبواب الظالمين»، سيّما مع كون الراوي لها مثل محمّد بن إسماعيل و لبعضها عليّ بن يقطين، و هما متقلّدان لأعمالهم، و لعلّها صادرة لترغيبهم في البقاء على بابهم.
و تشهد له
رواية محمّد بن عيسى بن يقطين، قال: كتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن- عليه السّلام- في الخروج من عمل السلطان. فأجابه: «إنّي لا أرى لك الخروج من عمل السلطان، فإنّ للّه- عزّ و جلّ- بأبواب الجبابرة من يدفع بهم عن أوليائه، و هم عتقاؤه من النار، فاتّق اللّه في إخوانك». أو كما قال [2].
و منها يظهر المراد من قوله في رواية ابن بزيع «إنّ للّه بأبواب الظالمين.».
فهذه جملة من الروايات. و نحوها جملة وافرة أخرى متوافقة المضمون دالّة على جواز الدخول في أعمالهم لإصلاح حال المؤمنين و القيام بمصالحهم. و تظافرها و كثرتها أغنيانا عن النظر إلى الإسناد و المصادر، للوثوق و الاطمئنان بصدور جملة منها. مع أنّ فيها صحيحة الحلبي [3] المتقدّمة.
و
صحيحة عليّ بن يقطين، قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر- عليه السّلام-: «إنّ للّه تبارك و تعالى مع السلطان أولياء يدفع بهم عن أوليائه» [4].
[1] راجع حاشية الفاضل الإيرواني على المكاسب: 44، في أقسام الولاية غير المحرّمة.
[2] مستدرك الوسائل 13- 130، كتاب التجارة، الباب 39 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 3.
[3] التهذيب 6- 338، باب المكاسب، الحديث 65، و عنه في الوسائل 12- 146، كتاب التجارة، الباب 48 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 2.
[4] الوسائل 12- 139، كتاب التجارة، الباب 46 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 1.