في صحيحة أبي حمزة- بناء على أنّ مالك بن عطيّة هو الأحمسي الثقة- [1] عن علي بن الحسين- عليه السّلام-، قال: «إيّاكم و صحبة العاصين و معونة الظالمين». [1]
و
عن تفسير العيّاشي عن سليمان الجعفري، قال: قلت لأبي الحسن الرضا- عليه السّلام-: ما تقول في أعمال السلطان؟ فقال: «يا سليمان، الدخول في أعمالهم، و العون لهم، و السعي في حوائجهم عديل الكفر، و النظر إليهم على العمد من الكبائر التي يستحقّ بها النار». [2]
و
في رواية شاذان بن جبرئيل، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث الإسراء و ما رآه مكتوبا على أبواب النار، و من جملته: «و لا تكن عونا للظالمين» [3].
فانّ الظاهر أو المنصرف منها و لو بمناسبة الحكم و الموضوع العون على ظلمهم، سيّما مع التقييد في بعض ما تقدّم و غيره، و مع ما تقدّم من رواية صفوان و صحيح الحلبي.
و يؤيّده رواية أعمش [4]، حيث عدّ فيها من الكبائر ترك إعانة المظلومين، و معلوم أنّ المراد تركها فيها ظلموا لا مطلقا.
و الظاهر انصراف السلطان في رواية الجعفري إلى بني العباس «لعنهم الله»، و السؤال و الجواب ناظران إليهم، فإنّهم محلّ الحاجة في ذلك الزمان. فلا يبعد القول بحرمة إعانتهم مطلقا، و السعي في حوائجهم و الدخول في أعمالهم، بل
[1] راجع تنقيح المقال 3- 50، في ترجمة «مالك بن عطيّة». قال المامقاني: مالك بن عطيّة، ظاهره كونه إماميّا، فإن اتّحد مع الآتي فهو ثقة، و إلّا فهو مجهول الحال، و مراده من الآتي هو مالك بن عطيّة الأحمسي أبو الحسن البجلي الكوفي الثقة.
______________________________
[1] الوسائل 12- 128، كتاب التجارة، الباب 42 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 1.
[2] تفسير العياشي 1- 128، الحديث 110، و عنه في الوسائل 12- 138، كتاب التجارة، الباب 45 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 12.
[3] مستدرك الوسائل 13- 126، كتاب التجارة، الباب 35 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 19.
[4] الوسائل 11- 262، كتاب الجهاد، الباب 46 من أبواب جهاد النفس، الحديث 36.