بحرام. و أمّا حبّ بقائهم، فأمر آخر ليس مورد بحثنا، و مع حرمته لا توجب تحريم أمر آخر خارج عنه.
و يشهد له أيضا
صحيح الحلبي الآتي في المسألة الآتية، و فيها قال: و سألته عن رجل مسكين خدمهم رجاء أن يصيب معهم شيئا، فيغنيه اللّه به، فمات في بعثهم. قال: «هو بمنزلة الأجير، إنّه إنّما يعطي اللّه العباد على نيّاتهم». [1]
فإنّه كالصريح في أنّ العمل لهم بنيّة حوائجه لا بنيّة العون عليهم محلّل، و أنّ الأجير لهم لم يرتكب حراما.
و لا يخفى أنّ عنوان الأجير و الخادم، غير عنوان الديواني و الدخول في شؤون السلطنة كما مرّ.
و قد تقدّم أنّ إسراء الحكم من تلك الروايات الواردة في خلفاء الجور المدّعين لخلافة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى غيرهم مشكل، لخصوصية فيهم دون سائر الظلمة و السلاطين و الأمراء، سيّما مثل سلاطين الشيعة و أمرائهم.
الروايات المأخوذة فيها عنوان المعونة و العون
و ممّا تقدّم يظهر الكلام في جملة من الروايات المأخوذة فيها عنوان المعونة أو العون.
كرواية الفضل بن شاذان عن الرضا- عليه السّلام- في كتابه إلى المأمون، و عدّ فيها في جملة الكبائر معونة الظالمين، و الركون إليهم. [1]
[1] الوسائل 12- 146، كتاب التجارة، الباب 48 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 2. و فيه و في التهذيب: «فيعينه اللّه به» و لكن في طبعه القديم 2- 551: «فيغنيه اللّه به».
______________________________
[1] عيون أخبار الرضا 2- 127، و عنه في الوسائل 11- 260، كتاب الجهاد، الباب 46 من أبواب جهاد النفس.، الحديث 33.