لأغراضه و حوائجه: أنّه معين الفقراء، أو معين الظلمة، بمجرّد بيع المتاع منهم كبيعه من سائر الناس، و لا لمن باع الآجر و الجصّ من الباني للمسجد، كبيعه من سائر الناس: إنّه أعانه على بناء المسجد.
نعم، لو خصّ نفسه لبناء المسجد و انتخبه من سائر الأبنية، مع تسهيل لأمره أو قصد التوصّل إليه، يمكن أن يقال: إنّه معينة في بنائه. و كذا لو وقف نفسه للبيع من الظالم، و العمل له، يمكن أن يقال: إنّه معينة. و يمكن توجيه نظر الشيخ إلى ذلك. تأمّل.
بل لو صار شخص بنّاءهم، أو معمارهم، أو خيّاطهم، لحوائج نفسه، و إنّما انتخب ذلك لكونه أنفع له في معاشه، لا يقال: إنّه معينهم.
و تشهد لما ذكر
رواية صفوان الجمّال، قال: دخلت على أبي الحسن الأوّل- عليه السّلام-، فقال: «يا صفوان، كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا». قلت:
جعلت فداك، أيّ شيء؟ قال: «إكراؤك جمالك من هذا الرجل.» يعني هارون الرشيد [1]. قلت: و اللّه ما أكريته أشرا و لا بطرا، إلى أن قال: «أ تحبّ بقاءهم حتّى يخرج كراؤك؟» قلت: نعم. قال: «من أحبّ بقاءهم فهو منهم، و من كان منهم كان ورد النار». [2].
فإنّ صدرها لا يدلّ على الحرمة، فإنّ عدم كون الشيء جميلا حسنا أعمّ منه، بل لعلّه يشعر بالكراهة.
كما أنّ التعليل بعدم جواز حبّ بقائهم، دليل على أنّ إكراءه بنفسه غير محرّم، و إلّا لعلّل به لا بأمر خارج، فتدلّ على أنّ العمل لهم لحوائج نفسه ليس