كرواية وصيّة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و فيها: «يا عليّ، إنّ اللّه أحبّ الكذب في الصلاح، و أبغض الصدق في الفساد». [1]
و هذا أعمّ من عنوان الإصلاح بين الناس، سيّما مع استثناء الكذب للإصلاح بين الناس أيضا في هذه الوصيّة كما تقدّم.
و
رواية الصيقل عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- في قضيّة إبراهيم- عليه السّلام- و يوسف- عليه السّلام-، و فيها بعد ذكر حبّ اللّه تعالى الكذب في الإصلاح قال: «إنّ إبراهيم إنّما قال بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا إرادة الإصلاح، و دلالة على أنّهم لا يفعلون، و قال يوسف- عليه السّلام- إرادة الإصلاح». [2]
و
رواية عطاء عنه- عليه السّلام- قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «لا كذب على مصلح». ثمّ تلا أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ثمّ قال: «و اللّه ما سرقوا و ما كذب» ثمّ تلا بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ثمّ قال: «و اللّه ما فعلوه و ما كذب». [3]
و الظاهر منهما أنّ إبراهيم- عليه السّلام- و يوسف- عليه السّلام- إنّما قالا ذلك إرادة الإصلاح و لم يكن قولهما كذبا محرّما، بل كان كذبا محبوبا عند اللّه، فما كذبا عند اللّه.
و الإصلاح الذي أراد إبراهيم هو التنبيه على فساد رأي عابدي الأوثان و إرجاعهم إلى الحقّ، كما أنّ الإصلاح الذي أراد يوسف ظاهرا إبقاء أخيه عنده
[1] الفقيه 4- 353، باب النوادر، و عنه في الوسائل 8- 578، كتاب الحج، الباب 141 من أبواب أحكام العشرة، الحديث 1.
[2] الوسائل 8- 579، كتاب الحج، الباب 141 من أبواب أحكام العشرة، الحديث 4.
[3] الكافي 2- 343، باب الكذب، الحديث 22، و عنه في الوسائل 8- 579، كتاب الحج، الباب 141 من أبواب أحكام العشرة، الحديث 7.