لهم». قلت: إن حلّفوني بالطلاق؟ قال: «فاحلف لهم». قلت: فإنّ المال لا يكون لي؟ قال: «تتّقي مال أخيك». [1]
و
صحيحة زرارة عن أبي جعفر- عليه السّلام-، و فيها: قلت: إنّي رجل تاجر أمرّ بالعشّار و معي مال؟ فقال: «غيّبه ما استطعت، وضعه مواضعه» قلت: فإن حلّفني بالعتاق و الطلاق؟ فقال: «احلف له». ثمّ أخذ تمرة فحفّ بها من زبد كان قدّامه فقال: «ما أبالي حلفت لهم بالطلاق و العتاق أو أكلتها». [2]
و هي كما ترى ظاهرة جدّا في جواز الكذب و الحلف كذبا. و نحوها موثّقة زرارة المتقدمة و ما هي بهذا المضمون، فإنّ موردها بقرينة السؤال عن الحلف بالطلاق و العتاق هو الحلف كاذبا. لا أقول: في مورد الحلف بهما حتّى يقال: إنّه إنشاء، بل أقول: إنّ مورد الحلف بهما هو الكذب لو لا الإنشاء، فيستكشف منه أنّ مورد الأسئلة في غيره هو الحلف كذبا، فقوله: فيستحلفوني أي يستحلفوني كذبا، بالقرينة المذكورة.
الروايات التي أشير فيها إلى التقيّة و الضرورة و الاضطرار
و تشهد لما ذكرناه أيضا ما أشير فيها إلى التقية و الضرورة و الاضطرار:
كصحيحة أبي الصباح عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام-، و فيها: قال: «ما صنعتم من شيء أو حلفتم عليه من يمين في تقية فأنتم منه في سعة» [3].
[1] الوسائل 16- 136، كتاب الأيمان، الباب 12، الحديث 17.
[2] الكافي 6- 127، كتاب الطلاق، باب طلاق المضطر و المكره، الحديث 2، و عنه في الوسائل 15- 331، كتاب الطلاق، الباب 37 من أبواب مقدّماته و شرائطه، الحديث 1، و عنه أيضا في الوافي، ج 3، الجزء 12- 167، أبواب الطلاق، الباب 176. فما في متن الكتاب منقول عن الوافي.
و في الكافي: «فحفن بها»، و في الوسائل «فحفر بها»، فراجع.
[3] الوسائل 16- 134، كتاب الأيمان، الباب 12، الحديث 2.