و أمّا التملیکیة فالمشهور علی أنه یعتبر فیها القبول جزءاً، و علیه تکون من العقود (1). ______________________________ (1) کما ادعی علیه الإجماع فی بعض الکلمات، و یشهد له ذکر الفقهاء (قدس سرهم) لها فی أبواب العقود. و کیف کان، فالقائلون به علی مذهبین: الأوّل: ما اختاره الشیخ الأعظم (قدس سره) من کونه جزءاً ناقلًا «1». الثانی: کونه جزءاً کاشفاً. و استدل الشیخ الأعظم (قدس سره) علی مختاره بوجوه، عمدتها عدم الإطلاق فی أدلة الوصیّة کی یستکشف منه عدم الحاجة إلی القبول، و الأصل عدم انتقال المال إلی الموصی له قبل القبول. و لا یخفی عدم تمامیة کلا هٰذین المذهبین، و المناقشة فیهما تکون من ناحیتین: الثبوت، و الإثبات. أمّا الأُولی: فالظاهر أنه لا مجال للالتزام بکون الوصیّة من العقود. و الوجه فیه ما تقدّم مراراً من أن العقد إنما هو عبارة عن ضم التزام بالتزام و ربط أحدهما بالآخر، کما هو الحال فی عقد حبل بحبل آخر. و هو غیر متحقق فی المقام، إذ لا یبقی التزام للموصی بعد وفاته کی ینضم إلیه التزام الموصی له، فإن المیت لا التزام له. و من هنا فلو اعتبر القبول، فلا بدّ من جعله شرطاً کشفاً أو نقلًا لا محالة لاستحالة القول بکون الوصیّة عقداً. و أمّا الثانیة: فبناءً علی النقل کما اختاره (قدس سره)، لا تشمله أدلّة الوفاء بالعقد. ______________________________ (1) الوصایا و المواریث للشیخ الأنصاری 21: 27 طبع المؤتمر العالمی.