.......... ______________________________ إلیها علی دخولها فی ملک صاحب الأرض بتبع ملکه للأرض، فتلحق الطبقة السافلة بالعالیة و الباطنة بمحتویاتها بالظاهرة فی الملکیّة بقانون التبعیّة و إن لم یتمّ هذا الإلحاق من ناحیة الإحیاء حسبما عرفت، و من ثمّ لو باع ملکه فاستخرج المشتری منه معدناً ملکه و لیس للبائع مطالبته بذلک، لأنّه باعه الأرض بتوابعها. و لکن السیرة لا إطلاق لها، و المتیقّن من موردها ما یعدّ عرفاً من توابع الأرض و ملحقاتها کالسرداب و البئر و ما یکون عمقه بهذه المقادیر التی لا تتجاوز عن حدود الصدق العرفی، فما یوجد أن یتکوّن و یستخرج من خلال ذاک فهو ملک لصاحب الأرض بالتبعیّة کما ذکر. و أمّا الخارج عن نطاق هذا الصدق غیر المعدود من التوابع کآبار النفط العمیقة جدّاً و ربّما تبلغ الفرسخ أو الفرسخین، أو الآبار العمیقة المستحدثة أخیراً لاستخراج المیاه من عروق الأرض البالغة فی العمق و البعد نحو ما ذکر أو أکثر فلا سیره فی مثله و لا تبعیّة، و معه لا دلیل علی إلحاق نفس الأرض السافلة بالعالیة فی الملکیّة فضلًا عن محتویاتها من المعادن و نحوها. نعم، فی خصوص المسجد الحرام ورد أنّ الکعبة من تخوم الأرض إلی عنان السماء «1». و لکن الروایة ضعیفة السند، و من ثمّ ذکرنا فی محلّه لزوم استقبال عین الکعبة لجمیع الأقطار لا ما یسامتها من شیء من الجانبین. و علی الجملة: لم یقم بناء من العقلاء علی إلحاق الفضاء المتصاعد أو المتنازل جدّاً غیر المعدودین من توابع الأرض عرفاً بنفس الأرض فی الملکیّة بحیث یحتاج العبور عن أجوائها بواسطة الطائرات إلی الاستئذان من أربابها و ملّاکها، و قد عرفت قصور دلیل الإحیاء عن الشمول لها، فهی إذن تبقی علی ______________________________ (1) لاحظ الوسائل 4: 339/ أبواب القبلة ب 18 ح 3.