عين فى ان النفس لها أن تخلف فى مادة بدنها العنصرى صورة تستبقى المادة على
طبيعتها [56]
نو - و من تلك العيون المحيية ان النفس لها أن تخلف فى مادة بدنها العنصرى
صورة تستبقى المادة على طبيعتها .
قال المولى صدر المتألهين فى الفصل الثالث من الباب الثانى من كتاب نفس
الأسفار( : إن النفس مقومة لموضوعها القريب موجدة اياه بالفعل . و اذا
فارقت
النفس فسد موضعها القريب , و زالت القوى المتشعبة منها فيه , و صير الموضوع
البعيد بحالة أخرى إما أن يبطل و يضمحل نوعه و جوهره الذى به كان مادة للنفس ,
او يخلف النفس فيها صورة يستبقى المادة على طبيعتها , و كيفية هذا الاستخلاف لا
تخلوا عن صعوبة الخ) [1] .
و قال المتأله السبزوارى فى تعليقته عليه : قوله( : أو يخلف النفس فيها
صورة) , هذا هو الحق و لو لا هذه الخليفة لما كان لزيارات اهل القبور وجه و
متى ضعف الاستخلاف هنا قوى الاحياء فى الاخرة . و هذا كيفية احياء العظم الرميم
و العظم متى اشتدت رميميته قويت حياته على عكس ما يتوهمه العوام و الكفرة
السائلون بقولهم
كيف يحيى العظام و هى رميم](
.
اقول : و الحق أن تعلقات النفس بالعوالم و تصرفها فيها و انحاء تطوراتها
و نشئاتها و سائر احوالها مما يحير العقول و النفس تبلغ الى حد تحيط بجميع
الحضرات و حينئذ لا يشغله شأن عن شأن و لا بأس أن يفارق البدن و يجرى على البدن
احكام الميت و يدفن و مع ذلك كله كانت النفس بحيث تخلف فيه صورة تستبقى
المادة على طبيعتها ألا ترى احوالها العجيبة و منشئاتها الغريبة فى عالم رؤياها
مع كونها متصرفة فى البدن ايضا .
و بذلك تنتقل الى سر ما نطق به الناطق بالحق و القائل بالصدق :
([ ذكركم فى الذاكرين و اسماؤكم فى الأسماء و اجسادكم فى الأجساد و ارواحكم فى
الارواح و انفسكم فى