النفوس و آثاركم فى الاثار و قبوركم فى القبور]( . أى الأجساد و القبور
بمعناهما الدهرى و ما فوقه .
تبصرة : واقعة اصحاب الكهف - عليهم السلام - هى من الحكم الحكيم المعنون فى
هذه العين من أن النفس لها أن تخلف فى مادة البدن صورة تستبقى المادة على
طبيعتها باذن الله - سبحانه - . قال - عز من قال -
( : أم حسبت أن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا)
[1] الى آخر ما يقص سبحانه نبأهم بالحق على رسوله - صلى الله عليه و آله و
سلم - فى سورة الكهف .
و حكى الشيخ الرئيس فى الفصل العاشر من المقالة الثانية من طبيعيات الشفاء
فى الحركة و ما يجرى مجريها عن المعلم الأول ارسطو : أن شبيه ما عرض على
أصحاب
الكهف قد عرض أيضا على قوم من المتألهين كانوا قبل اصحاب الكهف [2] .
و هذه عبارة الشفاء فى المقام , قال :
فاما الذين جعلوا الحركة نفسها زمانا فقالوا : إن الحركة من بين ما نشاهده من
الموجودات هى التى تشتمل على شى ء ماض و شى ء مستقبل و فى طبيعتها أن يكون لها
دائما جزءان بهذه الصفة , و ما كان بهذه الصفة فهو الزمان . و قالوا([ : نحن
أنما نظن أنه كان زمانا إذا أحسنا بحركة حتى أن المريض و المغتم يستطيلان زمانا
يقصره المتمادى فى البطر لرسوخ الحركات بالمقاساة فى ذكر هذين , و انمحائها عن
ذكر المتلهى عنها بالبطر و الغبطة , و من لا يشعر بالحركة لا يشعر بالزمان كاصحاب
الكهف فانهم لما لم يشعروا بالحركات التى بين آن ابتداء القائهم انفسهم
للاستراحة بالنوم و آن انتباههم لم يعلموا انهم زادوا على يوم واحد . و قد حكى
المعلم الأول ايضا أن قوما من المتألهين عرض لهم شبيه بذلك و يدل التاريخ على
أنهم كانوا قبل أصحاب الكهف [3] .
و نظير ما حكى الشيخ عن ارسطو فى واقعة اصحاب الكهف , هو ما نقله صاحب
كتاب غاية المراد فى علم الاعداد فى اول الباب الاول منه([ : من أن فيثاغورس
الحكيم كان فى