تذكرون]( [1]
نقلناه من شرح الأسماء للمتأله السبزوارى [2] .
اعلم ان درجات الجنة ليست إلا مراتب الأعمال الصالحة و الحقائق الايقانية
النورية المكسوبة هيهنا .
و المروى عن امامنا صادق آل محمد - صلوات الله عليهم( : - لا تقولن الجنة
واحدة , إن الله يقول :
و من دونهما جنتان
, و لا تقولن درجة واحدة إن الله يقول :
درجات بعضها فوق بعض
, انما تفاضل القوم بالاعمال)
.
فبما تقدم هيهنا يعلم دفع ما يتوهم من ان اهل الجنة اذا كانوا يتفاوتون فى
الدرجات , فالانقص اذا شاهد من هو اعظم ثوابا حصل له الغم بنقص درجته عنه ,
فأهل الجنة ايضا من حيث إن اهل الدرجة النازلة منها يحزنون عما فاتهم من
الدرجات العالية منها فى عذاب , فلا تكون الجنة دار السلام على الاطلاق .
وجه الدفع أن اهل الجنة كاهل هذه النشأة الدنياوية حيث إنهم الفوا بما هم عليه
, كان شهوتهم مقصورة على ما حصل لهم , فلا يغتمون بفقد الازيد لعدم اشتهائهم له .
و لذلك لا يتمنى النازل فى مرتبة نازلة الارتقاء الى مرتبة عالية منها فضلا من
الأعلى و المحقق الطوسى فى المسألة السادسة من المقصد السادس من تجريد
الأعتقاد
ناظر الى ذلك حيث قال( : و كل ذى مرتبة فى الجنة لا يطلب الازيد الخ)
فراجع إلى كشف المراد [3] و سائر الشروح عليه .
و - ينبغى الاهتمام التام و التدبر البالغ فى النيل بما قالوا من أن ما بالذات
يزيل ما بالعرض , و كأنهم ناظرون فى قولهم هذا الى منطق الوحى المحمدى ( ص )
من
ان الحسنات يذهبن السيئات
فتدبر حق التدبر .
ز - قال الشيخ فى التعليقات([ : الجسم شرط فى وجود النفس لا محالة , فأما
فى بقائها فلا حاجة اليه , و لعلها إذا فارقته و لم تكن كاملة لها تكميلات من دونه
إذا لم يكن شرطا فى تكميلها كما هو شرط فى وجودها [4] .
و قال فى موضع آخر منها([ : لا برهان على أن النفوس الغير المستكملة إذا فارقت
يكون لها مكملات كما يعتقد بعضهم أن نفوس الكواكب مكملة لها , و أن تلك
النفوس