قوله و للتخصيص أسباب جزئية و إن لم نحصلها نحن بأعيانها . أقول : ما
تدركه القوة العاقلة من ديار المرسلات و الكليات النورية المطلقة له تنزلات إلى
أن ينتهى فى اللفظ و الكتابة بلا تجاف عن مقامه الرفيع , و له فى كل موطن و
منزل حكم خاص و فى عين الحال بين الرقيقة و الحقيقة مماثلة تحاكى كل واحدة منهما
الاخرى . و من تلك المنازل و المواطن مصنع الخيال , و الخيال مظهر الاسم الأعظم
المصور , فالخيال يصور مدركات العقل فى النوم و اليقظة فى مصنعه بصور يناسب كل
صورة معناها أى ذلك المدرك العقلى , و أما وجه تصوير المدرك بصورة خاصة
خيالية فكثيرا ما مستور سرها عنا فلا نقدر على تعبير الصور إلى معانيها و ارجاع
الفروع إلى أصولها غالبا , و العالم بذلك السر قليل و ذلك فضل الله يؤتيه من
يشاء .
رؤيا معجبة مدهشة :
: النمط العاشر من إشارات الشيخ فى أسرار الايات أى فى صدور الايات الغريبة عن
اولياء الله . و تلك الأسرار المبحوث عنها اربعة , الأول فى قوت العارف
بانه
يمسك عن القوت المرزوء له مدة غير معتادة , و الثانى فى قوة العارف بأنه
يطيق
بقوته فعلا او تحريكا أو حركة يخرج عن وسع مثله , و الثالث فى اخبار العارف عن
الغيب , و الرابع فى ظهور الأفعال الغريبة من المعجزات و خوارق العادات عنه
. و أثبت الأمر الثالث فى سبعة عشر فصلا , و بدء البحث فى أطلاع الانسان على
الغيب حالة النوم , ثم تجاوز عنه الى امكان اطلاعه عليه فى غير تلك الحالة
بأسلوب بديع منيع .
ثم انه كان قد انتهى درس الاشارات فى محضر استاذى فى العلوم العقلية و
النقلية و الرياضية و غيرها , العلامة ذى الفنون معلم عصره العلم الاية الحاج
الميرزه أبى الحسن الشعرانى - روحى له الفداء و جزاه الله عنا خير جزاء
المعلمين - , إلى مفتتح الأمر الثالث فى البحث عن اطلاع الانسان على الغيب
حالة
النوم و كان تاريخ ذلك الدرس و المحاضرة عصر يوم الأحد الثامن من ذى الحجة من
سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة بعد الالف من هجرة الخاتم - صلى الله عليه و آله
و سلم
- المطابق للسابع عشر من شهر مرداد الفارسى من سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة بعد
الألف من الهجرية الشمسية , و كان مدرسه الأسنى و محضره الأعلى بيته الشريف
فى طهران , الذى كان للراقم بمنزلة البيت المعمور . و العجب أنى اكتب الان هذه
الواقعة فى ليلة الأحد التاسعة من ذى الحجة من سنة ثمان و اربعمائة بعد الألف
المطابق للثانية من شهر مرداد من سنة سبع و ستين و ثلاثمائة بعد الألف من
الهجرية الشمسية أى بعد مضى خمس و ثلاثين سنة قمرية . و بالجملة أنه - قدس سره
الشريف -