الف - قال الشيخ الرئيس - رضوان الله تعالى عليه - فى التعليقات( : نحن
إذا رأينا شيئا فى المنام فأنما نعقله أولا ثم نتخيله , و سببه أن العقل الفعال
يفيض على عقولنا ذلك المعقول , ثم يفيض عنه إلى تخيلنا . و إذا تعلمنا . شيئا
فأنما نتخيله أولا , ثم نعقله فيكون بالعكس من ذلك الأول) [1] .
ب - الفصل العشرون من النمط العاشر من اشارات الشيخ( : إن القوة المتخيلة
جبلت محاكية لكل ما يليها من هيئة إدراكية , أو هيئة مزاجية , سريعة التنقل من
الشى ء إلى شبهه أو ضده , و بالجملة إلى ما هو منه بسبب , و للتخصيص اسباب جزئية
لا محالة و إن لم نحصلها نحن بأعيانها . و لو لم تكن هذه القوة على هذه الجبلة
لم يكن لنا ما نستعين به فى انتقالات الفكر مستليحا للحدود الوسطى و ما يجرى
مجريها بوجه , و فى تذكر أمور منسية و فى مصالح أخرى , فهذه القوة يزعجها كل
سانح إلى هذه الانتقال أو تضبط , و هذا الضبط إما بالقوة من معارضة النفس , أو
لشدة جلاء الصورة المنتقشة فيها حتى يكون قبولها شديد الوضوح متمكن التمثل و
ذلك صارف عن التلدد و التردد ضابط للخيال فى موقف ما يلوح فيه بقوة , و كما
يفعل الحس أيضا ذلك) .
بيان : قوله أو هيئة مزاجية . أى المزاج الصفراوى , و السوداوى , و البلغمى ,
و الدموى فان النفس كثيرا ما يرى ما يرى فى النوم و اليقظة مشاكل كل واحد من
تلك الأمزجة بحسب محاكاة الخيال ما يليه على هيئتها , مثلا ان المحموم يرى
نارا
, و الصفراوى يرى الأشياء صفرا , و السوداوى سودا , كما أن الحس بحسب عوارضه
الداخلية و الخارجية كذلك , و بقول العارف الرومى فى المثنوى :
(
چون به چشمت داشتى شيشه كبود *** زين سبب عالم كبودت مى نمود)
و قوله مستليحا , استفعال من اللوح , استلاح استلاحة فى الأمر تبصر فيه . و فى
منتهى الأرب : استلاحة : شناساشدن . و قوله : أو تضبط , بمعنى اللهم إلا أن تضبط ,
أو ان حرف أو بمعنى إلى أن , و الفعل مجهول , و قوله التلدد , يقال تلدد أى
تلفت يمينا و شمالا . و فى منتهى الأرب : تلدد چپار است برگشته نگريستن , و
سرگشته و متحير شدن و درنك كردن .