السلام عن آبائه عليهم السلام
قال قال أمير المؤمنين عليه السلام( : إن للجسم ستة أحوال : الصحة , و المرض
, و الموت , و الحيوة , و النوم , و اليقظة . و كذلك الروح , فحياتها علمها ,
و موتها جهلها , و مرضها شكها , و صحتها يقينها , و نومها غفلتها , و يقظتها
حفظها)
[1] .
و فى آداب أفلاطون الالهى و حكمه و مواعظه من نزهة الأرواح للشهرزورى ان
أفلاطون
قال([ : إن حياة النفس و قوامها لأعمالها المحصنة , من الافات حتى لا يدنو
منها شى ء يميتها , فيكون ذلك قتلا للنفس فانها إن لم يقتلها ذلك لم يقدر أحد على
قتلها , لأنها غالبة ( عالية - خ ) على الجسد , مرتفعة عنه , و ممتنعة بلطفها
من أن ينظر اليها الموت الناظر الى الجسد , فهو لا يراها و هى تراه بفضل لطفها
عليه [2] .
و قال أفلاطون([ : للنفس صحة , و سقم , و حياة , و موت , فصحتها الحكمة , و
سقمها الجهل , حياتها بأن تعرف خالقها و تتقرب اليه بالبر , و موتها بأن تجهل
خالقها , و تتباعد منه بالفجور [3] .
و اعلم أن معرفة النفس الانسانية مبتنية على أصول , و تلك الاصول هى عيون
مسائل معرفة النفس . و قد عملنا فى علم النفس كتابا موسوما بدروس معرفة
النفس , و قد طبع من تلك الدروس مائة و خمسون درسا و لم يتم الكتاب بعد , و
نسأل الله سبحانه التوفيق لاتمامه انه ولى التوفيق .
و انما يتم البحث عن النفس باتمام البحث عن تلك الاصول العيون و إن كان
الكلام فى النفس من جهة أخرى لا يتم و لا ينتهى و لا نفاد لكلماتها النورية و
مقاماتها العروجية و درجاتها الشهودية , و لا بأس بأن نشير اليها لعل من أخذ
التوفيق بيده غاص فى بحار معارفها لاقتراف لئالى حقائقها , و اقتناء درر
معارفها .
ثم ان هذه الصحيفة المكرمة مهدت لأهل التحقيق فى معرفة النفس لأنا قد عينا
فى
كل عين مصادر البحث و التنقيب , و ماخذ الفحص و التحقيق مع إشارات منا إلى
كنوز دقائق و رموز لطائف فيها , على ما تيسر لنا فى أمد سنين من تدريسنا الصحف
العقلية و العرفانية كالشفاء و الاشارات و الأسفار و مصباح الانس و شرح القيصرى
على فصوص الحكم و