قوله : و قال ابن الغرس بعد ان نقل عن النوى انه ليس بثابت , قال( : لكن
كتب الصوفية مشحونة به , يسوقونه مساق الحديث كالشيخ محى الدين بن عربى و
غيره) , قال و ذكر لنا شيخنا الشيخ حجازى الواعظ شارح الجامع الصغير للسيوطى
بأن الشيخ محى الدين بن عربى معدود من الحفاظ . و ذكر بعض الأصحاب أن الشيخ
محى الدين قال( : هذا الحديث و إن لم يصح من طريق الرواية فقد صح عندنا من
طريق الكشف) [1] , الخ .
و فى باب معرفة النفس من الجامع المسمى بفصل الخطاب للكرمانى :
قال النبى - صلى الله عليه و آله( : - اعرفكم بنفسه اعرفكم بربه)
.
و قال على عليه السلام( : من عرف نفسه عرف ربه)
. ثم قال الكرمانى بعد نقل الحديثين ما هذا لفظه( : اقول : اخرجت هذين
الحديثين لأن مشايخنا رووهما و لم ينكروهما , و مفادهما مؤيد بالكتاب و السنة
) [2] .
و قد بالغ سفراء الحق و أئمة الخلق فى تحريض الناس على معرفة النفس
بالسنة
تاكيد و تشديد , مثل التحريض على معرفة الله سبحانه . و قد نقلناه شرذمة منها ,
و هى اربعون حديثا فى النكتة الأخيرة من كتابنا الف نكتة و نكتة .
فمن تلك الروايات ما أتى بها علم الهدى الشريف المرتضى فى أماليه المعروف
بالغرر و الدرر :
([ ان بعض ازواج النبى - صلى الله عليه و آله - سألته , متى يعرف الانسان ربه
فقال : إذا عرف نفسه
[3] .
و منها ما فى أماليه ايضا انه - صلى الله عليه و آله و سلم -
قال( : أعلمكم بنفسه أعلمكم بربه)
[4] .
و منها ما نقلناها عن الغرر و الدرر الامدى
عن الوصى أمير المؤمنين على عليه السلام( : عجبت لمن ينشد ضالته و قد أضل
نفسه فلا يطلبها)
.
و منها ما فى غرر الامدى أيضا
عنه عليه الصلوة و السلام( : لا تجهل نفسك فان الجاهل معرفة نفسه جاهل بكل شى ء
)
.
و منها ما فى توحيد الصدوق باسناده الى إمام الملك و الملكوت جعفر الصادق
عليه
[1] كشف الغطاء و مزيل الالباس , طبع بيروت , ج 2 , ص 262 .