قال فيه ابن تيمية( : انه موضوع) و قال النووى( : قبله ليس بثابت) . و
قال ابو المظفر بن السمعانى فى القواطع( : انه لا يعرف مرفوعا) , و إنما يحكى
عن يحيى بن معاذ الرازى يعنى من قوله . و قال ابن الفرس بعد ان نقل عن النووى
أنه ليس بثابت , قال : لكن كتب الصوفية مشحونة به , يسوقونه مساق الحديث ,
و للحافظ السيوطى فيه تأليف لطيف سماه القول الأشبه فى حديث
من عرف نفسه فقد عرف ربه
. و قد قال النجم([ : قلت : وقع فى ادب الدين و الدنيا للماوردى ,
عن عائشة , سئل ( ص ) من اعرف الناس بربه ؟ قال اعرفهم بنفسه
. انظر كشف الخفاء . نقلت هذه الحاشية من المعجم الصوفى للدكتورة سعاد
الحكيم .
اقول : و سيأتى حديث ادب الدين و الدنيا للماوردى عن امالى علم الهدى ايضا
بعيد هذا . و أما القول الاشبه تاليف السيوطى فهو من جملة الرسائل الموجودة فى
الحاوى . للفتاوى للسيوطى [1] . ( ثم ان غرض السيوطى فى تاليف القول الأشبه
هو نقل الوجوه التى فسر حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه ) بها من المشايخ . و
قال فى صدر الرسالة بعد التسمية و التحميد ما هذا لفظه :
و بعد فقد كثر السؤال عن معنى الحديث الذى اشتهر على الالسنة
( من عرف نفسه فقد عرف ربه)
و ربما فهم منه معنى لا صحة له , و ربما نسب الى قوم اكابر , فرقمت فى هذه
الكراسة ما يبين الحال , و يزيل الاشكال , و فيه مقالان .
المقال الأول أن هذا الحديث ليس بصحيح , و قد سئل عنه النووى فى فتاويه
فقال
( : انه ليس بثابت) . و قال ابن تيمية( : موضوع) . و قال الزركشى فى
الأحاديث المشتهرة( : ذكر ابن السمعانى انه من كلام يحيى بن معاذ الرازى) .
المقال الثانى فى معناه الخ . فذكر عدة وجوه من معانى الحديث من النووى و
الشيخ تاج الدين بن عطاء و الشيخ عز الدين , و القونوى و ابو طالب المكى , و
احتمل وجها آخر هو نفسه بانه تعليق المستحيل على المستحيل , و ختم الرسالة
بقوله : و قد تحصل مما سقناه فى معنى هذا الأثر أقوال . و الله أعلم .
ثم ان العجلونى ( اسماعيل بن محمد العجلونى الجراحى المتوفى 1162 هق ) أتى فى
كتابه كشف الخفاء و مزيل الالباس عما اشتهر من الأحاديث على السنة الناس
بنحو
ما فى الكتب المذكورة ففيه( : قال ابو المظفر بن السمعانى فى القواطع انه لا
يعرف مرفوعا) الى
[1] الحاوى للفتاوى , طبع مصر , ج 2 , ص 412 - 417 .