انه ليس بحديث بل هو من كلام ابى بكر الرازى كما ذكره الحفاظ , و بعض الجهلة
يظنه حديثا كما يقع فى بعض الموضوعات]( .
و قال العلامة السيد عبد الله شبر - قدس سره - فى كتابه مصابيح الأنوار :
( الحديث الثلاثون , ما رويناه عن جملة من علمائنا الأعلام و فضلائنا الكرام , و
اشتهر بين الخاص و العام من
قول النبى - صلى الله عليه و آله و سلم - من عرف نفسه فقد عرف ربه)
[1] .
و مما هو جدير بالذكر ان هذه الكلمة لم يذكرها القاضى القضاعى فى كتابه
الشهاب من كلمات رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - بل هذه الكلمة
المباركة هى الكلمة السابعة من مائة كلمة التى اخرجها و اختارها كبير ائمة
الأدب
ابو عثمان الجاحظ من كلام أمير المؤمنين عليه السلام . قال الجاحظ( : ان لأمير
المؤمنين على بن ابى طالب مائة كلمة كل كلمة منها تفى بالف كلمة من محاسن كلام
العرب) انظر مستدرك نهج البلاغة للعلامة الكبير الشيخ الهادى آل كاشف الغطاء
- قدس سره - و انظر ايضا الى هذه الكلمة الشريفة ص 90 من ذلك الكتاب . فظهر
مما ذكرنا ان نسبتها الى الرازى كذب محض , و حديث خرافة اصلا و اساسا . انتهى
ما افاده القاضى الطباطبائى فى التعليقة .
تنبيه : الحديث الشريف اعنى من عرف نفسه فقد عرف ربه , كما نقلناه آنفا هو
الكلمة السادسة من مطلوب كل طالب كما فى المطبوع منه بتصحيح المحدث الارموى -
ره - , و لكن فى التعليقة المذكورة انها الكلمة السابعة منه . و لا يخفى على
ارباب الفضل و الخبرة انه قلما يتفق سنوح نحو هذا التقديم و التاخير فى ترتيب
الكلمات فى المخطوطات .
و ثانيتهما تعليقة على رسالتين فى الحكمة المتعالية و الفكر الروحى تاليف حسن
بن حمزة بن محمد الشيرازى المعروف بالشرف البلاسى من اكابر عرفاء القرن السابع
الهجرى , و قد حققهما و علق عليهما و صدرهما بمقدمة الدكتور صالح عضيمة , أن
بعضهم ينسب هذا الحديث ( يعنى به حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه ) للرسول -
صلى الله عليه و آله و سلم - و ينسبه آخرون للامام على عليه السلام , فمن الذى
نسبوه للامام على , غير المصنف , ابن ابى الحديد فى شرح نهج البلاغة [2] , و
كذلك الامدى , و انظر جامع الأخبار [3] .