و قال القارى المذكور فى كتابه الاخر الموسوم بالمصنوع فى معرفة الحديث
الموضوع المعروف بالموضوعات الصغرى([ : قال السيوطى فى ذيل الموضوعات [1]
( : فصل فى احاديث ذكر النووى فى فتاويه , أو فى غيرها انها باطلة) . سئل عن
حديث من عرف نفسه عرف ربه , و من عرف ربه كل لسانه , هل هذا الحديث ثابت
؟ اجاب : ليس بثابت]( [2] .
ثم ان القشيرى ذكر فى الرسالة ابا زكريا يحيى بن معاذ الرازى الواعظ - كما
قاله ابن خلكان - و نقل بعض كلماته , و لم ينقل حديث ( من عرف ) منه . و فى
الرسالة القشيرية ايضا أن يحيى بن معاذ مات بنيسابور سنة ثمان وخمسين و مائتين
[3] ( ص 16 ط مصر ) . و قد دريت آنفا أن اباعثمان عمرو بن بحر الجاحظ مات
سنة خمس و خمسين و مائتين معاصرا ليحيى بن معاذ و مات قبله و قد نقل مائة كلمة
من كلام أمير المؤمنين على عليه السلام و سماها مطلوب كل طالب من كلام امير
المؤمنين على بن ابى طالب , فكيف يصح اسناده الى يحيى بن معاذ و ان كنا لا
ننكر ان له كلمات طريفة . و انما تفوه هو بحديث ( من عرف ) و اسنده الناس
اليه بأن قائله هو يحيى بن معاذ , نظير ما اسند الحافظ ابو نعيم احمد بن عبد
الله الاصفهانى المختار الثالث من كتب أمير المؤمنين على عليه السلام و رسائله
من نهج البلاغة الى الفضيل بن عياض على التفصيل الذى ذكرناه فى شرحنا على نهج
البلاغة [4] . على أن كلمات الوصى الأخرى فى معرفة النفس , و كلمات الرازى
فيما نقله القوم شاهدان على أن الحديث صدر من بيت الوحى , فتبصر .
و مما هو جدير بالنقل هيهنا تعليقتان , إحديهما ما افاده العالم الجليل السيد
محمد على القاضى الطباطبائى فى تعليقة منه على الفردوس الأعلى للاية الشيخ محمد
حسين كاشف الغطاء من ان المعروف فى الألسن و المشهور فى الكتب أن هذه الكلمة
النيرة صادرة عن صاحب الرسالة المقدسة - صلى الله عليه و آله و سلم - و لكن نقل
العلامة
الشيخ عبد الهادى نجا الابيارى فى كتابه باب الفتوح لمعرفة احوال الروح [5] ,
عن القاضى الخفاجى أنه قال([ : عند استشهاد القاضى البيضاوى فى كلامه
بقوله عليه السلام([ : من عرف نفسه