مواضع القرآن - أولاده , وب( تعليم الأسماء) التعليم بالقوة لا بالفعل . و
لذلك
كل من ظهرت فيه هذه الاسماء بأسرها أو اكثرها بالفعل , كان اكمل من غيره , لأنه
لا يكون إلا نبيا او وليا او وصيا من اوصياء الأنبياء أو عارفا كاملا من تابعيهم .
فظهورها بالفعل بحسب الاستعداد , أى بحسب استعداد الشخص و قابليته لها . و
يشهد بذلك قوله جل ذكره :
( و لقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس لم يكن
من الساجدين)
[1] لأنه اشارة إلى الجمع لا الى الواحد , و ان رجع بعده الى الواحد [2] .
و عليك بعدة درر ثمينة خرجت من بحر المعارف و صدرت عن خزانة الحكم الامام
الوصى امير المؤمنين على عليه السلام فى الحض على معرفة النفس , نقلها العالم
الأوحدى عبد الواحد الامدى فى غرر الحكم و درر الكلم و هى ما يلى :
( أعظم الجهل جهل الانسان أمر نفسه . أعظم الحكمة معرفة الانسان نفسه , و
وقوفه
عند قدره . افضل العقل معرفة الانسان نفسه , فمن عرف نفسه عقل و من جهلها ضل .
أفضل المعرفة معرفة الانسان نفسه . أكثر الناس معرفة لنفسه أخوفهم لربه .
العارف من عرف نفسه فأعتقها و نزهها عن كل ما يبعدها . الكيس من عرف نفسه و
اخلص أعماله . المعرفة بالنفس انفع المعرفتين . إن النفس لجوهرة ثمينة , من
صانها رفعها , و من ابتذلها وضعها . عجبت لمن ينشد ضالته و قد أضل نفسه فلا
يطلبها . عجبت لمن يجهل نفسه كيف يعرف ربه . غاية المعرفة أن يعرف المرأ
نفسه . كفى بالمرء جهلا أن يجهل نفسه . كفى بالمرء معرفة أن يعرف نفسه . كيف
يعرف غيره من يجهل نفسه . لا تجهل نفسك فان الجاهل معرفة نفسه جاهل بكل شى ء .
معرفة النفس انفع المعارف . من جهل نفسه أهملها . من جهل نفسه كان بغيره اجهل
. من عرف نفسه تجرد . من عرف نفسه جاهدها . من عرف نفسه جل أمره . من عرف
نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة و علم . و من عرف نفسه فهو لغيره أعرف . من
لم يعرف نفسه بعد عن سبيل النجاة , و خبط فى الضلال و الجهالات . نال الفوز الاكبر
من ظفر بمعرفة النفس . من عرف نفسه عرف ربه) .