فكره و كثرة جولانه فى العلوم البحثية و وفور حفظه للمسائل المشهورة الخ [1] .
و يعنى بالرجل الفخر الرازى . و نحو قوله( : هذا فى امر الرجل) مقول فى
عدة مواضع من الأسفار [2] .
و اما كلام صاحب الأسفار فى التوحيد و التكثير فهو نقل خلاصة قول الشيخ فى
الشفاء بتحرير صاحب المباحث مع اشارة الى حكمته المتعالية فى الأمرين فقال :
( أما توحيدها للكثير فهو عندنا بصيرورتها عالما عقليا متحدا بكل حقيقة , مصداقا
لكل معنى معقول لكونه عقلا بسيطا فعالا لتفاصيل العلوم النفسانية . و عند الجمهور
بالوجهين الاخرين : احدهما بالتحليل و الثانى بالتركيب) - الى أن قال( : و
أما قوتها على تكثير الواحد فهى تجسيمها بقوتها الخيالية للعقليات و تنزيلها فى
قوالب الصور المثالية . و قيل بتميزها الذاتى عن العرضى و الجنس عن الفصل الخ
) .
اقول : كلامه - قدس سره فى المقام أصدق شاهد على ما اشرنا اليه آنفا فان مراده
فى الاول و عند الجمهور هو المشاء و نقل قول الشيخ بتحرير الفخر . و ما هو فوق
رأى الجمهور هو ما افاده بقوله( : فهو عندنا بصيرورتها عالما عقليا) الخ .
و كذلك فى الثانى بعد ارائة رأيه المتعالى قال( : و قيل بتميزها الخ) و هو
قول الجمهور كما فى الشفاء و المباحث . فينبغى لك الغور فى كل مسائل الأسفار
فى تمييز ما تفرد به الحكمة المتعالية عن الحكمة الرائجة , و نقل الاقوال من
كتب القوم مع تسميتها او عدم التسمية فى قبال ما يفيده من بطنان عرش التحقيق
لا يضر عظم شأنه .
ثم قوله( : فهى تجسيمها بقوتها الخيالية) , ناظر الى حقيقة أخرى رائقة
راقية
ينطق بها كثيرا فى الحكمة المتعالية و هى أن الجسم فى كلماتهم قد يطلق على كل
امر قائم بذاته فيشمل الأجسام الطبيعية و الدهرية , و الصور المثالية الخيالية ,
و المفارقات النورية . و التجسم فى قولهم( : تجسم الأعمال) مأخوذ من الجسم
الدهرى بهذا المعنى المرموز لأن الاعمال و ان كانت بحسب نشأتها العنصرية
اعراضا
, و لكن الملكات الحاصلة منها المتقررة فى صقع النفس حقائق قائمة بالنفس
قيام الفعل بفاعله . و إن شئت قلت : إن تلك الملكات قائمة